Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Noocyada
فأما القول بأن شعب العصب تخرج من تحت الحجاب إلى جانب الفقار بمخارج شعب العروق فقول غامض جدا. وتعرف ما أقول إذا أنا وصفت لك أمر العروق التي تتشعب هناك وهي على ما أصف: العرق الكبدي الذي ذكره منذ أول كلامه هذا يركب على القطن من فوق موضع الكلى ويجري على فقار القطن كلها إلى آخرها ثم ينقسم عند آخرها. وترى شعبه تخرج زوجا زوجا وعدد تلك الأزواج فعدد فقار القطن ومخارجها من حيث يلتقي الفقار بعضه بعضا. ومن تلك العروق عروق دقاق تغور في جوف الفقار فتغذو النخاع وما حوله ومنها عروق أخر ترتفع إلى العضل الذي على البطن ومنها عروق أخر تنقسم في المتنين فهذه هي الحال في العروق التي تنقسم في القطن. وليس يتبين من هذا الكلام في هذه الشعب من العصب التي كلامه فيها هل يعني أنها تجري مع العروق التي ترتفع إلى العضل الذي على البطن أو أنها تنقسم في المتنين. فأما النخاع فليس يجوز أن يكون عنى أن هذا العصب يغور إليه لأنا قد علمنا أنه ينبت من النخاع من كل ملتقى فقرتين عصبتان من كل واحد من الجانبين عصبة صالحة القدر. وقد دل أبقراط في كتابه في المفاصل أنه قد علم هذا وقد نعلم أيضا من غير ذلك الكتاب أن من بلغ هذا المبلغ من الاستقصاء حتى يبلغ من عنايته في تشريح العصب أن يدرك منه أدقه وأخفاه فأحرى أن يكون قد أدرك قبله العصب الظاهر الغليظ.
فقد وقع في أمر هذا العصب اختلاف قد بقي إلى هذه الغاية لم ينفصل من قبل أن قوما يظنون أن شعبا منه تنبعث إلى الأنثيين في الذكر وإلى الرحم في الأنثى وقوم لا يظنون هذا. وقد وقع هذا الاختلاف بعينه في أمر المعاء المستقيم وهو الدبر وبقي إلى هذه الغاية وهو يحتاج إلى رجل قوي يحكم فيه بالحق. وسابينس وهو قد جهل من العروق أبينها فقد دل على ذلك بما كتب يدعي أن هذا القول الذي قيل في العصب قول بين واضح وفيه هذا الاستغلاق كله والحيرة.
Bogga 704