244

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Noocyada

قال جالينوس: إن كلامه هذا في الطفل الذي هو بعد في بطن أمه ومما يدلك على ذلك أن ما سلف من كلامه وما يأتي بعد إنما يصف فيه الأشياء التي تكون في وقت الحمل إلا أنه ليس يتبين هل كلامه هذا في نشوء الطفل في وقت حمله فقط أو هو في نشوئه أيضا من بعد أن يولد. وذلك أن نفس الكلام كأنه يدل على أنه إنما يقصد إلى نشوء الطفل في وقت الحمل فقط حتى يكون جملة القول على هذا المثال: إن الطفل الذي حركته أسرع من بعد أن «يتفصل» يعني من بعد أن تتفصل أعضاؤه وتصير له مفاصل يصير «نشوؤه أبطأ».

وليس يرى ذلك من فسر هذا الكتاب لكنهم كلهم إلا الخطاء يقولون إنه إنما يراد بهذا الكلام نشوء الطفل بعد أن يولد وسرعة تفصل الأعضاء وحدوث المفاصل لها حتى يمكن أن يميز الطفل الذكر من الأنثى إنما هو خاصة للذكر من الأطفال وقد وصف ذلك أبقراط في كتابه في طبيعة الجنين. وكل من كتب في هذا الكتاب إلا الخطاء متفق عليه إلا أنه لم يتفق الناس على أن الذكر يكون مدة حمله أطول من مدة حمل الأنثى وأما بعد ولادهما فقد نرى عيانا أن الأنثى تنشؤ نشوءا أسرع من نشوء الذكر ويقف نشوؤها قبل وقت وقوف نشوء الذكر. والأجود عندي أن أبحث أولا عن السبب في هذا ثم أقبل على الطفل الذي في البطن وأجعل أصل كلامي أمرا قد بينته في غير هذا الكتاب وهو أن الذكر أسخن مزاجا من الأنثى.

Bogga 572