Sharaxa Ihaqaq al-Haq
شرح إحقاق الحق
Baare
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
أن الايمان التصديق الاجمالي بأن كل ما جاء به فهو حق وليس في هذا التصديق الاجمالي من أبي لهب استحالة، وأما التصديق التفصيلي فهو مشروط بعلمه بوجود هذا الخبر عينا ولا نسلم علم أبي لهب به حتى يلزم المحال، ولنختم هذا الفصل ببعض المناظرات الجارية في هذا الباب، قال عدلي لصقر المجبر (1) أكان فرعون يقدر على الايمان؟ قال: لا، قيل أفعلم موسى أنه لا يقدر؟ قال: نعم، قيل فلم بعثه الله إليه؟! قال سخر به. واجتمع النظام (2) والنجار للمناظرة فقال له النجار:
لم تدفع أن يكلف الله عباده ما لا يطيقون، فسكت النظام، فقيل له لم سكت؟
قال: كنت أريد بمناظرته أن ألزمه القول بتكليف ما لا يطاق فإذا التزمه ولم يستحي فما ألزمه، وقال مجبر لعيدان (2) وكان ظريفا: ما دليلك على أن الاستطاعة قبل الفعل؟ قال: الهرة والفأرة، قال أتهزء بي قال: ما قلت إلا الحق. لولا أن <div>____________________
<div class="explanation"> (1) هو الصقر بن حبيب البصري المتكلم المتوغل في مسألة الجبر، صاحب المناظرات في هذا الباب، روى عن أبي رجاء العطاردي، نقل ابن حجر عن ابن حبان في حقه ما لفظه:
أنه شيخ من أهل البصرة سلولي.
(2) هو أبو إسحق إبراهيم بن سيار بن هاني البصري ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة في وقته، عنه أخذ الجاحظ، وكلماته في الكتب مشهورة ككون الملاك في الصدق والكذب المطابقة مع الاعتقاد وعدمها، وخلود المرتكب للكبائر في النار، واشتهر بالنظام لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة، توفي سنة 221، وله كتب و تصانيف معروفة، وإليه تنسب النظامية من المعتزلة، والنظام كشداد كما عرفت، والمترجم غير النظام بكسر النون النيسابوري صاحب التفسير المشهور وشرح الشافية.
(3) هو رجل مشهور بالظرافة والدعابة والمجون، وله أقاصيص وحكايات مذكورة في كتب الظرفاء.</div>
Bogga 289