380

Sharh Idah Fi Culum Balagha

الإيضاح في علوم البلاغة

Tifaftire

محمد عبد المنعم خفاجي

Daabacaha

دار الجيل - بيروت

Daabacaad

الثالثة

أنا وأبي وجدي فتقدم المنكر1 على المرفوع، وفي الثاني "لقد وعدت أنا وأبي وجدي هذا" فتؤخر: وعليه قوله تعالى في سورة النمل: {لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا} ، وقوله تعالى في سورة المؤمنين: {لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا} ، فإن ما قبل الأولى: {إذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون} ، وما قبل الثانية: {أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون} فالجهة المنظور فيها هناك كونهم أنفسهم وآباؤهم ترابا، والجهة المنظور فيها هنا كونهم ترابا وعظاما، ولا شبهة أن الأولى أدخل عندهم في تبعيد البعث.

3-

أو كما إذا عرفت في التأخير مانعا2 كما في قوله تعالى في سورة المؤمنين: {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم} بتقديم المجرور3 على الوصف4؛ لأنه لو أخر عنه وأنت تعلم أن تمام الوصف بتمام ما يدخل في صلة الموصول وتمامه: {وأترفناهم في الحياة الدنيا} لاحتمل أن يكون 5 من صلة الدنيا6 واشتبه الأمر في القائلين أنهم من قومه أم لا بخلاف قوله تعالى في موضع آخر منها: {وقال الملأ الذين كفروامن قومه} . فإنه جاء على الأصل لعدم المانع. وكما في قوله تعالى في سورة طه: {آمنا برب هارون وموسى} ، للمحافظة على الفاصلة بخلاف قوله تعالى في سورة الشعراء: {رب موسى وهرون} . "انتهى كلام السكاكي". وفيما ذكره نظر من وجوه.

Bogga 170