334

Sharh Idah Fi Culum Balagha

الإيضاح في علوم البلاغة

Tifaftire

محمد عبد المنعم خفاجي

Daabacaha

دار الجيل - بيروت

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

من لفظ ترى ويود إلى استحضار صورة رؤية المجرمين ناكسي الرؤوس قائلين لما يقولون وصرة رؤية الظالمين موقوفين عند ربهم متقاولين بتلك المقالات وصورة ودادة الكافرين لو أسلموا، كما في قوله تعالى: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} [فاطر: 9] إذ قال فتثير سحابا استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة من آثارة السحاب مسخرا بين السماء والأرض تبدو في الأول كأنها قطع قطن مندوف ثم تتضام متقابلة بين أطوار حتى يعدن ركاما، وكقول تأبط شرا1:

ألا من مبلغ فتيان فهم ... بما لاقيت عند رحا بطان

بأني قد لقيت الغول تهوي ... بسهب كالصحيفة صحصحان

فقلت لها: كلانا نضو أرض ... أخو سفر فخلي لي مكاني

فشدت شدة نحوي فأهوت ... لها كفي بمقصول يماني

فأضربها بلادهش فخرت ... صريعا لليدين وللجران

إذ قال: فأضربها ليصور لقومه الحالة التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها ويتطلب منهم مشاهدتها تعجيبا من جراءته على كل هول وثباته عند كل شدة. ومنه قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} [آل عمران: 59] ، دون كن فكان. وكذا قوله تعالى: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} [الحج: 31] .

Bogga 127