وبناء على هذا الرأي الذي صرنا في حيز منه يمكن القول بان هذا الاسم "ياقوت بن عبد الله" قد يكون كثيرًا يتجاوز في عدده هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم كتب التراجم، ومن هنا فلا يكون بعيدًا إذا قلنا أن ياقوت بن عبد الله ناسخ هذه المخطوطة هو واحد من أولئك الأرقام المجهولي الاسم والأب فانطبق عليه رأي الدكتور صلاح الدين المنجد، كما انطبق على ياقوت الحموي صاحب المعجمين المشهورين.
هذا ما يتصل بناسخ المخطوطة، أما المخطوطة نفسها فهي الوحيدة التي عثر عليها حتى الآن، ويوجد أصلها في مكتبة "لاه لي" بتركيا تحت رقم ١٨١٣، وتوجد نسخة مصورة منها في معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة تحت رقم ٥١٨ أدب، وهي بخط نسخي واضح، وتقع في ١٩٤ ورقة كل ورقة ذات صفحتين يبلغ عدد أسطر الصفحة الواحدة ثلاثة وعشرين سطرًا.
- ٥ -
منهجنا وعملنا في خدمة هذا الشرح
يجدر بنا أن نشير أولًا أنه لما كانت هذه المخطوطة واضحة الخط انتفت الصعوبة في قراءتها إلا في القليل النادر، كما أن توافق هذا الشرح مع شرح التبريزي المطبوع في نحو ثلاثة وثلاثين ومائة موضع قد أعاننا كثيرًا في الوصول إلى معرفة ما غمض من خط الناسخ، علمًا بأن الغامض الذي صادفنا فيها كان قليلًا، لا يقاس بالوضوح الذي شملها، غير أننا - مع هذا الوضوح - لاحظنا بعض الأخطاء النحوية واللغوية التي ندت عن قلم الناسخ، كما لاحظنا سقط بعض العبارات أو الجمل وأحيانًا بعض الألفاظ، كنا نستعين في سد ثغراتها بما اتفق مع شرح التبريزي أو بما توصلنا إليه باجتهادنا حتى تحققت للكلام استقامته التي يقتضيها السياق، وقد بينا جميع ذلك في الهوامش التي صنعناها لهذا الشرح.
كذلك أفدنا من الشرحين المطبوعين: شرح المرزوقي وشرح التبريزي وذلك بالموازنة المتتابعة في رواية المتن وتوضيح الفروق التي نجمت بين هذه الشروح، كما
2 / 65