Sharaxa Fusuul Abuqraat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
في ذكر العلة في اختلاف جهة المادة المندفعة بالبحران. اعلم أن المادة المندفعة بالبحران تارة تكون اندفاعها بالإسهال وتارة تكون بالإدرار وتارة * بخروج (1761) دم الحيض وتارة بالعرق وتارة بالرعاف وتارة بالقيء وتارة بخروج * دم (1762) من أفواه العروق. والسبب في ذلك من * وجوه ثلاثة (1763) . * أحدها (1764) اختلاف المادة في قوامها وكيفيتها * فإنها (1765) متى كانت رقيقة وقليلة الحدة كان البحران بالعرق، * ومتى (1766) كانت قوية الحدة كان بالرعاف، * ومتى (1767) كانت باردة مع كونها لطيفة فبالإدوار * ومتى (1768) كانت دون * تلك (1769) في اللطافة وكانت حارة فبالقيء، * ومتى (1770) كانت غليظة فبالإسهال. وثانيها نوع المرض * وهذا (1771) القدر قد أوضحه * الفاضل (1772) جالينوس في ثالثة البحران. فالحمى المحرقة PageVW1P019B بحرانها بالرعاف إو بنافض قوي ثم بعرق سابغ. فإن النافض متى حصل في الحميات الدائمة أنذر بإقلاعها على ما سنذكره في المقالة * الرابعة (1773) من هذه الكتاب. والغب الحالصة بعرق سابغ أو بقي مراري والبلغمية بإسهال بلغمي. وربما حصل عرق سابغ والسوداوية بإسهال. * ولذلك (1774) متى حصل فيها أندر بإقلاعها بشرط أن يكون حدوثه بعد النضج. وثالثها محل المرض وهذا * أيضا (1775) قد أوضحه الفاضل جالينوس في الموضع المذكور مثل أن الورم متى كان في الدماغ كان بحرانه في الأكثر بالرعاف لا سيما متى كان حارا * أو ربما (1776) كان * بعرق (1777) حاض بالرأس. ومتى كان * هذا (1778) حادثا بالرئة كان برعاف غير أن هذه * أقلي (1779) وأكثر بالنفث. ومتى كان في الغشاء المستبطن الأضلاع كان بالرعاف وهو * الأكثري (1780) . وقد يكون بالنفث وهذا * أقلي (1781) . ومتى كان في الصدر * كان بالنفث (1782) ، ومتى كان في محدب الكبد كان يأحد ثلاثة * أشياء (1783) إما برعاف من المنخر الأيمن وإما بعرق جيد وإما ببول، وربما كان * باثنتين (1784) من هذه. ومتى كان في المقعر كان * أيضا (1785) بأحد ثلاثة أشياء إما * بالقيء وإما بالإسهال (1786) وإما * بالعرق (1787) . ومتى كان في * الحجاب (1788) كان برعاف من * المنخر (1789) الأيسر PageVW5P046B لا سيما متى كان في محدبه، فإن كان في مقعره كان بقيء سوداوي. ومتى كان في المعدة وكان في أعلاها كان بحرانه بقيء. ومتى كان في أسفلها كان بإسهال.
البحث الثامن
في ذكر * علامة (1790) اندفاع المادة إلى أحد الجهات المذكورة: أما الإسهال فاحتباس * البول (1791) ووجع الظهر وقراقر في البطن ورباح. * ويدل (1792) على ذلك نوع المادة * وهو (1793) أنها متى كانت غليظة فبحرانها يكون بإسهال. وأما الإدراري فبتمديد العانة وثقلها * واحتباس (1794) البول وحكة في القضيب. وأما الحيضي فبثقل في العانة وتمددها وتقدم احتباس دم الحيض. وأما العرقي فبموجبه النبض وشهوقته ولين الجلد ونداوته واحتباس البراز وغلظ البول في يوم الإنذار لانصراف لطيفه إلى جهة الجلد. وأما الرعافي فبرؤية الخيالات * الحمر (1795) * واحتكاك (1796) الأنف واحمرار الوجنة والعين وسيلانم الدموع وشهوقة النبض وسرعة انبساطه ووجع الرقبة لصعود المادة إلى الإعالي. وقد تدل جهة لون الشعاع واحتكاك المنخر على أن الرعاف * هل (1797) هو من الجانب الأيمن أو من الجانب الأيسر. ومما يدل على ذلك السن والتدبير المتقدم ونوع المادة. فالفصل والكائن بالقيء اختلاج الشفة السفلى ودوام الغثيان وتمديد في االمراق واصفرار اللون وكرب. ودوار. كل ذلك لصعود المادة إلى الإعالي. وعلامة البحران الكائن بخروج الدم من أفواه العروق احتكاك * المقعدة (1798) واحتباس جريان دم معتاد من ذلك الموضع.
البحث التاسع
في تقسيم البحران. البحران * ينقسم (1799) إلى قسمين جيد ورديء، ثم الجيد ينقسم * إلى (1800) قسمين تام وناقص. والتام له شروط ستة. أحدها أن يكون مجيئه في يوم باحوري فإنه أفضل أيام المرض. وثانيها أن تكون تقدمه دلائل النضج فإنه متى كان كذلك * كانت (1801) المادة * منطاعة (1802) للاستفراغ والخروج. وثالثها أن يكون الاستفراغ من الجانب الذي مالت المادة إليه لأن استفراغها من هذه الجهة أسهل وأخف. ورابعها أن تكون بإسهال لا بعرق ولا بغيره من أنواع الاستفراغات التي قد عرفتها. وذلك لأن الإسهال يندفع فيه * غليظ (1803) المادة ولطيفها. وخامسها أن يكون ذلك من المادة الموجبة للمرض فإنه متى لم يكن كذلك لم يكن برؤا. وسادسها أن ينعقبه خفة وراحة فإنه متى كان كذلك دل على أن الاستفراغ كان بحسب الكفاية والحاجة. فهذه شروط * البحران (1804) التمام وقياس الطبيعة في مثل * هذا (1805) الوقت قياس السلطان الحامي إذا استولى على العدو الباغي استيلاء تاما بحيث أنه * يدفعه (1806) عن المدينة وعن الأطراف التي حولها. والناقص على نوعين فإنه تارة يكون بخراج وتارة لا يكون PageVW5P047A كذلك كما ببحران الحمى الصفراوية باليرقان والقولنج بالفالج. واعلم أن أكثر حدوث الخراج في المفاصل * وذلك (1807) لدوام حركتها ووجود التجويف فيها وكون أكثرها في أسافل البدن وأجود هذه الخراجات ما مال إلى أسافل البدن لقربه من مخرج االأثفال * الطبيعية (1808) . وما كان إلى خارج البدن * لبعده (1809) عن الأعضاء الرئيسة وما كان * معه (1810) النضج لأن المادة فيه تكون * منطاعة (1811) للاستفراغ. وما كان تام الخروج لدلالته على خروج المادة بالكلية وما كان معه خفة وراحة لدلالته على أن المندفع هو مادة المرض، وسمي هذا ناقصا لنقصانه عن الأول في الفضيلة * ولأن (1812) الماد فيه لم تندفع عن جملة البدن وقياسه قياس السلطان الحامي إذا * دفعه (1813) الباغي عن المدينة فقط فإن ضرره ينال الأطراف التي حولها لكن يجب أن تعلم أن المادة الموجبة للخراج تارة تكون لطيفة وتارة تكون غليظة. فإن كانت لطيفة كانت * الجراحات الحادثة (1814) عنها في المفاصل العليا، وإن كانت غليظة في * المفاصل (1815) السفلى وأكثر * حدوث هذه الخراجات (1816) في الأوقات الباردة لاحتباس المادة وغلظ قوامها وفي سن PageVW1P020A الاكتهال كذلك وعند كون القوة معتدلة. فإنها لو كانت قوية كانت شديدة التسلط على المادة. وحينئذ تكون دافعة لها عن جملة الأعضاء، ولو كانت ضعيفة لما قويت على دفع المادة عن العضو الريئس إلى العضو الخسيس وعلامة جهة الانتقال * هو (1817) إن كان الانتقال إلى جهة الأعالي تقدمه ثقل في الرأس وكدورة الحواس وربما حصل صمم بعد ضيق النفس * لمرور (1818) المادة إلى آلات التنفس. وعلامات الانتقال إلى الأسافل حدوث الوجع في الأعضاء التي في هذه الجهة وانتفاخ الحالبين ووجع الوركين. * ومما (1819) يدل * على (1820) البحران الخراجي رقة البول على ما سنذكره في هذه الكتاب. واعلم أن مما ذكرناه يفهم قول أبقراط في هذا الفصل، * والله أعلم (1821) .
البحث العاشر:
البحران المتوقع حصوله يحتاج أن يعرف هل هو ناقص أو كامل ليعلم هل يستفرغ أم لا. فإن الإمام أبقراط نهى عن استعمال ما يسهل وبالجملة ما فيه تحريك عند كون البحران المتوقع أو الواقع كاملا. ومعرفة ذلك من أمور منها القوة المدبرة للبدن. فإنها متى كانت قوية مستولية على المادة الموجبة للمرض * كان البحران كاملا أو ناقصا. ومنها المادة الموجبة للمرض (1822) فإنها متى كانت * منطاعة (1823) للدفع ومجيئه للخروج بمعنى أن تكون لطيفة أو قليلة المقدار أو ناضجة فالبحران الكائن بعدها كاملا وإلا ناقصا. ومنها الإنذارات البحرانية فإنها متى كانت جيدة فالبحران الكائن بعدها كاملا وإلا ناقصا. ومنها الأيام المتوقع حصوله فيها فإنها متى كانت أيام جيدة فالبحران الكائن فيها كاملا وإلا ناقصا. * ومتى (1824) PageVW5P047B علمنا أن البحران المتوقع * ناقص (1825) فينبغي أن تستفرغ المادة لتخف المؤونة على الطبيعة * المدبرة (1826) للبدن * لأن (1827) ما يبقى من المادة بعد البحران يحدث مرضا على ما ستعرفه في المقالة الثانية من هذه الكتاب. وأما * إن (1828) كان كاملا فلا ينبغي أن يورد على بدن العليل ما يحركه لا دواء مسهل ولا غيره من * المحركات (1829) . أما الأول فإن إسهال المسهل لا يخلو إما أن يكون موافقا لدفع الطبيعة للمادة أو لا يكون موافقا. فإن كان الأول أفرط الإسهال وعند ذلك يخشى على العليل الهلاك. وإن كان مضادا له تحيرت الطبيعة في الدفع فإن الدواء يصير كالمقاوم * والمعاند (1830) لها في فعلها. وأما قوله ولا بغيره من * التهيج (1831) وذلك * كالأعراض (1832) النفسانية فإنها كثيرا ما تغير البحران عن واجبه الطبيعي فإن الغضب يجعله عرقيا بعد أن كان بنوع آخر. فإن كان المتوقع من الطبيعة دفع المادة بالعرق ثم حصل الغضب زاد العرق وأمعن في الخروج وحصل ما * ذكرناه (1833) وإن كان المتوقع * بولا (1834) أو * إسهالا (1835) ثم حصل * عكس الدفع (1836) إلى جهة أخرى * حصل (1837) ما ذكرنا من التحير والغم والفزع يجعلانه بوليا بعد أن كان عرقيا. ومع ذلك فإنها تضعف الطبيعة عن الدفع التام، وسنزيد ذلك شرحا عند الكلام في أيام البحران في المقالة الرابعة * من هذه الكتاب إن شاء الله تعالى (1838) . ومما ذكرنا يعرف الغرض من هذه الفصل على ما ذكره الفاضل جالينوس في شرحه وهو أنه متى ينبغي لنا أن * ندع الطبيعة وفعلها من غير أن نعمل نحن شيئا ومتى ينبغي لنا أن (1839) نعينها بالأعمال الطبية * فالأول (1840) عند كون البحران كاملا والثاني عند كونه ناقصا، * والله أعلم (1841) .
21
[aphorism]
قال * أبقراط (1842) : الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي أميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها.
Bog aan la aqoon