Sharaxa Fusuul Abuqraat
شرح فصول أبقراط
Noocyada
في معرفة الأمراض التي يحصل فيها البحران. اعلم أنه ليس كل مرض ينقضي ببحران * لأنك (1732) ستعرف أنه التغير العظيم الحاصل في المرض دفعة. ومثل هذه القدر لا يحصل في الأكثر إلا في الأمراض الحادة لا في المزمنة. وذلك لأن مواد تلك لطيفة سريعة الانقياد إلى النضج والدفع حادة لذاعة شديدة النكاية بالطبيعة والبدن فيكون اهتمام الطبيعة بأمرها أشد من اهتمامها بما يقالبها. وقد أشار الفاضل جالينوس إلى هذا في ثانية أيام البحران. فإنه قال هناك: ولهذا فيما أحسب إن الأمراض التي تطول مدتها وتزمن لا يكون فيها بحران لأن هذا اسم مخصوص بالاضطراب والانفصال الكائن دفعة. واعلم إنما ذكرناه * موقوف (1733) على معرفة الأمراض الحادة والمزمنة وقد عرفت ذلك فيما تقدم حيث شرحنا قوله أنه يدل على نوائب المرض * ومرتبته ونظامه (1734) .
البحث الثالث:
قال جالينوس في ثالثة البحران: أصناف التغير * الذي (1735) يكون في المرض ستة. وذلك لأن المرض إما أن ينتقل إلى صحة دفعة وإما أن ينتقل إلى العطب دفعة وإمأ أن ينتقل * إليهما (1736) قليلا قليلا وإما أن يجمتع فيه الأمران. فالكائن PageVW5P045A دفعة إلى * البرؤ (1737) يقال له بحران جيد والكائن دفعة إلى الموت يقال له العطب والمنتقل إلى الصحة قليلا قليلا يقال لهه * تحليل (1738) وإلى العطب قليلا قليلا يقال له ذبول وإما أن يبتدئ دفعة ثم يؤول إلى الصحة قليلا قليلا وإما أن يبتدئ دفعة ثم يؤول إلى العطب قليلا قليلا وإما أن يبتدئ قليلا قليلا ثم يؤول إلى الصحة وإما أن يبتدئ قليلا فليلا ثم يؤول إلى العطب دفعة. وعلى هذا يكون أنواع التغايير ثماينة لا ستة على ما ذكره * جالينوس (1739) ؛ قال: والمخصوص باسم البحران من هذه الأقسام أجود من عبارة صاحب الكامل وأبو سهل المسيحي. فإنهما قالا البحران تغير عظيم يحدث دفعة ثم قسموه إلى الأقسام * المذكورة (1740) وهو خطأ فإن الكائن دفعة لا يكون أحد أقسامه * قسمة (1741) كائن بالتدريج. وقد أورد بعض الأطباء قسما آخر وهو أن يتكافآ أي القوة والمرض كما في الفالج فإن فيه لم تقهر المرض ولا المرض يقهر القوة. فنقول: الجواب عن هذا أن هذا المرض له اعتباران أحدهما بالنسبة إلى جملة البدن وثانيهما بالنسبة إلى الجانب المستولي عليه * المرض (1742) . فإن كان الأول كان الأمر على ما ذكره المعترض. وإن كان الثاني فالمرض قد استولى على طبيعة ذلك الجانب وقهرها وهذا هوالتغير.
البحث الرابع
في معنى البحران. معنى هذه اللفظة على ما ذكره الفاضل جالينوس في أولة أيام * البحران (1743) : الحكم الفاضل وهو حق وذلك لأن به انفصال حكم المرض إما PageVW1P019A إلى الصحة وإما إلى العطب. قال في * ثالثة (1744) هذا الكتاب: والذي ذكر هذه اللفظة أولا كان رجلا من أعوام الناس فإنه شبه حال المريض في وقت البحران كحال رجل قدم إلى حاكم فقال إن هذه الرجل لفي حال حكم. وقال في أولة أيام البحران إن بعض الناس حضر إلى عند مريض ممن يعنى به ويخاف عليه خوفا شديدا فسمع الحاضريمن يقولون إن حال المريض كحال رجل فدم إلى حاكم يحكم عليه بحكومه واستمرت هذه اللفظة إلى الآن. فاستعملها الحذاق من الأطباء عير أن الانفصال المذكور قد يكون بما هو حادث دفعة وبما هو حادث بالتدريج وبالجملة بالأقسام * المذكورة (1745) . قال جالينوس في ثانية البحران: فمنهم من يطلق هذه اللفظة على كل تغير ومنهم من يطلقها التغير الحادث دفعة فقط ومنهم من يطلقها على الكائن من ذلك إلى السلامة. وهذا هو * مذهب (1746) الفاضل جالينوس على ما ذكره في ثالثة البحران .
البحث الخامس
في معرفة الأوقات الأربعة الكلية. اعلم أنه لا بد من معرفة هذه الأوقات عند النظر في البحران. PageVW5P045B فإن تالجيد منه كائن بعد المنتهى فقط لأن فيه تندفع المادة الموجبة للمرض، ودفع المادة لا تكون إلا بعد تهيئتها وذلك بالنضج * وهذا (1747) كائن في أواخر المنتهى. والذي يدل عليها وجوه أربعة أحدها زمان النوبة. فإنه متى كان آخذا في الطول فالمرض في التزيد، ومتى كان آحذا في القصر فالمرض في الانحطاط، ومتى كان متساويا فالمرض في المنتهى. وثانيها تقدم * النوائب (1748) وتأخرها فإنها متى كانت متقدمة فالمرض في التزيد، ومتى كانت متأخرة فالمرض في الانحطاط، ومتى حفظت وقتا واحدا فالمرض في المنتهى. وثالثها الأعراض المقومة للمرض كالحمى والوجع الناخس وضيق النفس * والسعال (1749) والنبض المنشاري في ذات الجنب فإنها متى كانت قوية فالمرض في التزيد، ومتى كانت آخذة في التنقص فالمرض في الانحطاط، ومتى كانت معتدلة في ذلك فالمرض في المنتهى. ورابعها زمان الفترة فإنها متى كانت قصيرة فالمرض في التزيد، ومتى * كانت طويلة (1750) فالمرض في الانحطاط، ومتى * كانت متساويتا (1751) فالمرض في المنتهى. وقد ذكرنا بحثا شريفا * يتعلق (1752) بالأوقات الأربعة فيما تقدم.
البحث السادس
في ذكر مثالين * للطبيعة (1753) والمرض في وقت البحران، أحدها قال الشيخ الرئيس في الكتاب الرابع من القانون: البدن كصورة مدينة والطبيعة المدبرة للبدن كصورة سلطان حام لها والمرض كصورة عدو باغ يقصد تلافها. ولا شك أنه عندما يقصدها لا بد وأن تحصل بينهما مشاجرات ومنافسات لا يعتد بها إلى أن يؤول الأمر إلى القتال. فإنه تتبع ذلك أحوال أخر مثل سيلان الدماء والصراخ وغير ذلك. كذلك الطبيعة والمرض لا بد أن يحصل بينهما ذلك قبل مجيء البحران ولذلك صار بتقدم البحران صداع وقلق وسهر وربما حصل اختلاط الذهن وبالجملة أمارات تدل على مجيء البحران، وهذا هو يوم الإنذار عند الأطباء ثم يجري بينهما القتال وبطلب كل واحد منهما عليه الآخر فتارة تكون الغلبة تامة لا ترجى بعدها عودة وتارة * لا (1754) تكون تامة بل ترجي معها العودة وطلب المقاومة مرة ثانية، فإن كانت تامة وكانت الغلبة * للسلطان (1755) الحامي اندفع العدو عن المدينة والأطراف التي حولها. وكذلك فعل الطبيعة ومثل هذا يقال له بحران تام، وإن كانت الغلبة من جانب العدو والباغي استولى على * المدينة والأطراف (1756) وأخذ بها وكذلك المرض مع الطبيعة. ومثل هذه يقال له العطب وإن كانت الغلبة ناقصة PageVW5P046A اندفع العدو عن المدينة فقط وبقي نازلا على الأطراف. ومثل هذا في البدن يقال له البحران الناقص وربما حصل فيه معاودة في القتال. المثال الثاني قال الأطباء الطبيعة والمرض كشخصين تنازعا وتخاصما ثم ارتفعا إلى حاكم يحكم بينهما فأمرهما الحاكم بإحضار البينة. فمن أحضر منهما شهودا عدولا حكم له * الحاكم (1757) على خصمه فالحاكم * هو (1758) الطبيب والشهود * هم (1759) الدائل االإنذار ية التي تظهر في أيام الإنذار والحكم هو الفصل الذي هو البحران. فإن الدلائل الإنذارية التي تظهر يوم الإنذار * هي (1760) التي تشهد بما يكون في يوم البحران الذي يلي يوم الإنذار.
البحث السابع
Bog aan la aqoon