Sharaxa Ducaada Saharka
شرح دعاء السحر
Noocyada
***214]
اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسئلك بكل شأن وحده وجبروت وحدها.
اعلم أيها السالك الطالب أن لله تعالى بمقتضى اسم كل يوم هو في شأن في كل آن شأنا، ولا يمكن التجلي بجميع شئوناته إلا للإنسان الكامل، فإن كل موجود من الموجودات من عوالم العقول المجردة والملائكة المهيمنة والصافات صفا إلى النفوس الكلية الإلهية والملائكة المدبرة والمدبرات أمرا وسلطان الملكوت العليا وساير مراتبها من الملائكة الأرضية مظهر اسم خاص يتجلى له ربه بذلك الإسم، ولكل منها مقام معلوم منهم ركع لا يسجدون ومنهم سجد لايركعون لا يمكن لهم التجاوز عن مقامه والتخطي عن محله.
ولهذا قال جبرئيل عليه السلام حين سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علة عدم المصاحبة. "لو دنوت أنملة لاحترقت". وأما أهل يثرب الإنسانية ومدينة النبوة فلا مقام لهم، فلهذا صار حامل الولاية المطلقة العلوية التي هي كل الشؤون الإلهية وصار مستحقة للخلافة التامة الكبرى وصار صاحب مقام المظلومية التي كما قيل هي التجاوز عن جميع المقامات وكسر أصنام الأنانيات والإنيات والجهولية التي هي الفناء من الفناء ومرتبة الجهل المطلق والعدم المحض.
فالسالك إذا تجلى له ربه بكل اسم اسم وتحقق بمقام كل اسم خاص صار قلبه قابلا للتجلي بالإسم الجامع الذي فيه كل الشؤونات وتمام الجبروت والسلطان بالوحدة الجمعية والكثرة في الوحدة أولا وبالكثرة التفصيلية والبقاء بعد الفناء والوحدة في الكثرة ثانيا، فسأل ربه بما هو فيه من الشأن والجبروت في الحضرة الجمعية بطريق الوحدة وبكل شأن وحده وجبروت وحدها في الحضرة الواحدية والتجلي الأسمائي والصفاتي والأفعالي بطريق البسط والتفصيل، وبهذه المرتبة تمت المراتب، وهذه أخيرة مراتب السير إلى الله والسفر الرابع الذي هو البقاء بعد الفناء بعد استهلاكه التام، فإن حفظ الحضرات والتمكن في مقام الجمع والتفصيل والوحدة والكثرة من أعلى مراتب الإنسانية وأتم مراحل السير والسلوك، ولم يتفق لأحد من أهل السلوك وأصحاب المعرفة بحقيقته إلا لنبينا الأكرم والرسول المكرم ولأوليائه الذين اقتبسوا العلم والمعرفة من مشكوته والسلوك والطريقة من مصباح ذاته وصفاته.
Bogga 160