Sharaxa Ducaada Saharka
شرح دعاء السحر
Noocyada
***209]
اللهم إني أسئلك من آياتك بأكرمها، وكل آياتك كريمة، اللهم إني أسئلك بآياتك كلها.
قد انكشف لك في بعض المباحث السالفة وانفتح على بصيرة قلبك في شرح بعض الفقرات السابقة أن سلسلة الوجود من عنصرياتها وفلكياتها وأشباحها وأرواحها وغيبها وشهودها ونزولها وصعودها كتب إلهية وصحف مكرمة ربوبية وزبر نازلة من سماء الأحدية، وكل مرتبة من مراتبها ودرجة من درجاتها من سلسلتي الطولية والعرضية آيات مقروة على آذان قلوب الموقنين الذين خلصت قلوبهم عن كدورة عالم الهيولى وغبارها وانتبهوا عن نومتها، متلوة على الذين انبعثوا عن قبر عالم الطبع وتخلصوا عن سجن المادة الظلمانية وقيودها ولم يجعلوا غاية همهم الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها ولم يخلدوا على الأرض غير قاطنين فيها، وكان دخولهم فيها للزرع لا للحصاد، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وورودهم فيها لأجل الحركة الإنعطافية التي بها يصير الإنسان إنسانا ومنها الرجوع إلى الوطن الأصلي مقر أبينا آدم عليه السلام، وإليه الإشارة في كلام المولوي:
بشنو از نى جون حكايت مى كند ...وز جدائيها شكايت مى كند
إلى أن قال:
هركسى كو باز ماند از اصل خويش ...باز جويد روز كار وصل خويش
إلى آخر ما قال.
دون الحركة الإستقاميتية التي كان أبونا آدم عليه السلام يريدها، على ما أفاد شيخنا العارف دام ظله.
وهم في الدنيا كالراحل المريد للتجهيز والمهيأ للمسافرة، ولم يكن نظرها إليها إلا بما أنها مثال لما في عالم الغيب ، كما قال الصادق عليه السلام على ما روى: ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله ومعه وبعده. فالسالك البالغ إلى هذا المقام يرى كل شيء آية لما في الغيب، فإن كل موجود حتى الجماد والنبات كتاب إلهي يقرأ السالك إلى الله والمجاهد في سبيله منه الأسماء والصفات الإلهية بمقدار الوعاء الوجودي له.
وفي كل شيء له ......آية تدل على أنه واحد
بل عند استهلاكه في غيب الهوية ومقام جمع الأحدية كان كونا جامعا لجميع مراتب الأسماء والصفات وعالما مستقلا فيه كل الأشياء. وفي الآثار عن الرضا عليه السلام: قد علم أولوا الألباب كل ما هناك لا يعلم إلا بما ههينا.
Bogga 158