وبعدُ:
كالأشعثِ بنِ قيسٍ.
وقولِهم: "ولو جنيًّا": يدخلُ فيه مَنْ لَقيَ النبىَّ ﷺ من الجنِّ (^١) الذين قدِموا عليه من نَصيبَين، وأسلموا، وهم تسعةٌ أو سبعةٌ (^٢) من اليهودِ.
وعطفُ الأصحابِ على الآلِ الشاملِ لبَعضِهم، يَشملُ الصَّلاةَ والسَّلامَ على (^٣) باقيهم فهو من عطفِ الخاصِّ على العامِّ (^٤).
ويجوزُ الصَّلاةُ على غيرِ الأنبياءِ استقلالًا من غيرِ كراهيةٍ. رويَ أنَّ عليًّا قال لعُمرَ: صلى اللهُ عليكَ.
(وبعدُ): كلمةٌ يؤتى بها للانتقالِ من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخرَ، اقتداءً بفعلِه ﷺ في خُطَبِهِ ومراسلاتِهِ.
وتُبنى على الضمِّ، حيث حُذِفَ المضافُ إليه، ونُوِىَ معناه. وأجازَ الفَرَّاءُ النصبَ مع التنوينِ، والرفعَ معه. وأجازَ ابن (^٥) هشامٍ فتحَ الدالِ، وأنكرَه النحَّاسُ.
وأوَّلُ مَنْ أتى بها: قيل: داودُ ﵇، وأنه فصلُ الخطابِ الذي أُوتيه. وقيل: يعقوبُ ﵇، لما روي في "غريبِ مالك": أنه لما جاءَه الموتُ، قال من جملةِ كلامِهِ: أمَّا بعدُ، فإنا أهلَ بيتٍ موكَّلٌ بنَا البلاءُ. وقيل: يعربُ بنُ قحطانَ.