Sharaxa Magacyada Quruxda Badan

Mulla Hadi Sabzawari d. 1300 AH
139

على أن الوهم الذي هو رئيس القوى ينكر نفسها فيكف حال ساير المدارك الجزئية والاستخدام لا يتم الا بادراك جزئي لما يستخدم وما يستخدم فيه فالنفس تدرك الآلات المنبعثة عنها بنفس ذاتها المدركة وذواتها المدركة لا بادراك تلك القوى لذواتها كما علمت ولا بادراك آلة أخرى إذ لا آلة للالة وفاعليتها بالقياس إلى ما يحصل منها بمجرد التصور والتوهم بالعناية كالسقوط من الجدار المرتفع الحاصل منها من تخيل السقوط والقبض الحاصل في جرم اللسان المعصر للرطوبة من تصوره للشيئ الحامض وفاعليتها بالقياس إلى ما يحصل منها بسبب البواعث الخارجة عنها الداعية لها إلى ما يحصل أغراضها واستكمالاتها بالقصد كالكتابة والمشي وغير هما وفاعلية النفس الصالحة الخيرة لفعل القبايح كفعل الزنا وشهادة الزور بالجبر وفاعليتها لحفظ المزاج وإفادة الحرارة الغريزية في البدن وما أشبهها بالطبع وفاعليتها للحرارة الحمائية وساير الأمراض بالقسر وفاعلية قواها لافاعيلها طاعة وامتثالا لأمرها بالتسخير كطاعة جميع المبادى لمبدء المبادى وعلة العلل كل مسخرات بأمره وفى اقتران الراضي بالقاضي إشارة لطيفة إلى أن الرضا في مظاهره بالقضا حتم ولازم من لم يرض بقضائي فليطلب ربا سوائي يا عالي يا باقي سبحانك الخ يا من كل شئ خاضع له يا من كل شئ خاشع له يا من كل شئ كائن له واللام هنا للغاية وفيه إشارة إلى أنه تعالى غاية لكل شئ فإنه غاية الغايات ومنتهى النهايات كما في الحديث القدسي يا بن ادم خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي وان كلما يصدق علية الشئ لابد له من غاية حتى للعبث والجزاف والعادي والقصد الضروري قال الشيخ الرئيس في الهيات الشفا واما بيان أمر العبث فيجب ان تعرف ان كل حركة إرادية فلها مبدء قريب ومبدء بعيد فالمبدء القريب هو القوة المحركة في عضلة العضو والمبدء الذي يليه هو الاجماع من القوة الشوقية والا بعد من ذلك هو التخيل أو التفكر نا فإذا ارتسم في التخيل أو التفكر النطقي صورة ما فحركت القوة الشوقية إلى الاجماع خدمتها القوة المحركة التي في الأعضاء فربما كانت الصورة المرتسمة في التخيل أو الفكر هي نفس الغاية التي ينتهى إليها الحركة وربما كانت شيئا غير ذلك الا انه لا يتوصل إليه لا بالحركة إلى ما ينتهى إليه الحركة أو يدوم عليه الحركة مثال الأول ان الانسان ربما ضجر عن المقام في موضوع ما وتخيل في نفسه صورة موضع اخر فاشتاق إلى المقام فيه فيتحرك نحوه وانتهت حركته إليه فكان متشوقة نفس ما انتهى إليه تحريك القوى المحركة للعضلة ومثال الثاني ان الانسان قد يتخيل في نفسه صورة لقائه لصديق له فيشتاقه

Bogga 139