Sharh Arbacin Nawawiyya
شرح الأربعين النووية [من بداية شرح الحديث 29 إلى نهاية شرح الحديث 35]
Noocyada
الصَّالحة التي يتوصَّل بها إلى أعمالٍ أكملَ منها كما استفيدَ من تسميتها أبوابًا، فهو من المجاز البليغ (١).
وآثرَ جمعَ القلَّة: (٢) إشارةً إلى تسهيلِ الأمر على السّامع ليزيد تشوُّقُه (٣) وإقبالُه (٤)،
_________
(١) المجاز البليغ، ويقال: التشبيه البليغ هو: تشبيه المعقول بالمحسوس، انظر: الفتح المبين بشرح الأربعين (٤٨٢).
(٢) جمع التكسير نوعان: جمع قلة، وهو ما دلّ على ثلاثة إلى عشرة، وله أربعة أوزان، جمعها ابن مالك ﵀ بقوله في الخلاصة:
أفعِلةٌ أفعُلُ ثمَّ فِعلَهْ ... ثُمّتَ أفْعالٌ: جموعُ قِلّهْ
والنوع الثاني: جمع كثرة: وهو ما دلّ على ثلاثة إلى غير نهاية -على الصحيح- خلافًا لابن عقيل في قوله: (يبدأ من فوق العشرة) وهي كثيرة ذكر ابن مالك أكثرها في الألفية. انظر: شرح ابن عقيل (٢/ ٤١٥) ودليل السالك لعبد الله الفوزان (٢/ ٣٢٧). و(أبواب) على وزن (أفعال) الذي هو من أوزان جمع القلة.
(٣) في الأصل: لو زيد تشوقه. والمثبت من ب وهو الصواب.
(٤) قال الهيتمي: (هذا ما ظهر لي، وهو أولى من قول بعضهم: إنما أوثر؛ لأنه ليس له جمع كثرة كآذان، وأقلام، وأقسام.) الفتح المبين (٤٨٢)، وهو كما ذكر ﵀، فإن لـ (الباب) جمعَ قلة وهو (أبواب، وأبوبة) كما أنَّ له جمعَ كثرة وهو (بِيبان) على وزن (فِعلان) بالكسر، -كما في القاموس (٧٠) -مثل: نار نيران، وقاعٍ قيعان، قال ابن مالك ﵀ في تعداده -في ألفيته- لأوزان جمع الكثرة:
وللفُعال فِعلانٌ حصلْ
وشاع في حوتٍ وقاعٍ مع ما ... ضاهاهما، وقلّ في غيرهما
انظر: شرح ابن عقيل (٢/ ٤٢٧)
1 / 97