159

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية إلى الدنيا ليستر عنه ما فوقها كما بينا، أما "الخطرة إيمان" لأنه التفات إلى الآخرة وذلك صنع الايمان وثمرته؛ لأن الآخرة وأحوالها إنما يعرف بالإيمان بأخبار الأنبياء حصلوات الله عليهم أجمعين.

فالالتفات إلى الآخرة كما من قوة الإيمان، وأما "الإشارة غفران" معناه مغفور ذكر المصدر وأراد يه المفعول كما يقال هذا كسب فلان، وصنعه، وفعله، أي مكسوبه، ومصنوعه، ومفعوله، وإنما قال ذلك لأن المريد إذا سلك الطريق لابد له في كل منزل من منازله أن يشير له مشير بأن المقصود وراء المنزل الذي هو فيه حتى يتقوى بذلك على الترقي مع آن كل ذلك خطأ، وكذب لكنه معفو لضرورة أنه لابد له من ذلك ثم إذا وصله إلى عالم الحقيقة فإنه لا ينقطع من الترقي أبدا، وإنما يرتقى أيضا بذلك الطريق وهو يشترك أن بالخفية، أو مقصوده عقيب ذلك المرقاة حتى يرتقى كذلك أيدا وهذه إشارة غير محمودة حقيقة لكنها واقعة كائنة لا محالة، وفيها فائدة وإليها حاجة المريد ماسة لتقوى بها كما سبق في كلام الجنيد قدس الله سره حيث قال: "إن المريد يزيد باشاراتهم قوة" فلهذا كان معفو فافهم قال: "اللحظة راحة والحظرة إمارة، والإشارة بشارة" اعلم آن هذه الكلمات كلها موافقة لما سبق من تفاسيرنا، أما "اللحظة راحة" لأنها إلى الدتيا لطلب ما يسد الجوعة، ويستر العورة، وذلك راحة النفس، وقوة القلب، ولأن الالتفات إلى هاهنا ترويح للقلب، والسر عن سأمة السين، وصعوبة الصحود وحرج التروح على الدوام.

Bogga 159