============================================================
شرح الأنفاس الروحانية لاحظ الملاحظ منهم لضرورة حاجته إلى الدنيا يحلهم البركة المورثة للسلام بالدوام، وإذا غاب عنهم يذكرهم عند ربهم لينظر إليهم، ويرحهم.
قوله: "لأن اللحظ من ريح الله" يعني من نفس الله ورحمته، ويذكر الريح ويراد به القوة مجازا، قال الله تعالى: { وأطيعوا الله ورشوله ولا تنازهوا فتفشلوا وتذهب ريكم واضبروا إن الله مع الصابرين} (الأنفال: 46] أي: قوتكم.
قوله: "الخطرة من تار الله تعالى" أراد به النفس الذي يحرق الحجب على الوجه الذي سبق: قوله: "من نور الله تعالى" إنيما سمى ذلك نورا لأنه خبر صادق على ما مر والخير الصدق يكون مبينا بما خفي كالنور، وإنما أضاف جميع ذلك إلى الله تعالى، لأن جميع ذلك من الله تعالى، والمريد يكون مضطرا لا اختيار لنفسه فيها إلا الملاحظة إلى الدنيا فإنه ربما يكون باختيار واضطرار تفهم إن شاء الله وحده.
قال ابن عطاء: "اللحظة شيء تصور في القلبه وذلك كما تصور، والخطرة شيء يذكر في سره، وذلك كما ذكر، والإشارة تحكم يجرى على لساته من اضطرار الحخفى.
قوله: "اللحظ شيء تصور في القلب" فسر اللحظ هنا بالتصور وهو صحيح، لأن ما يتصور في قلب الولي بأنه كان كذاء في العالم أو يكون كذا، فإنه ن وع من أنواع مسميات اللحظ على ما قدمتا في ابتداء الباب، إن اللحظ التفات القلب سواء كلاما، أو ذكرا، وربما يكون شيئا آخر على ما مر ثمة فهو يريد بقوله: "ايذكر في سرهه ذاك الذكر.
قوله: "والاشارة تحكم يجري على لساته باضطرار الخفي" وقد فسرنا الإشارة من قبل.
Bogga 157