============================================================
تقديم وتقريظ الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد مصطفى القادري فالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء هم الورعون في دين الله عل، الزاهدون في فضول الدنيا التاطقون بعلم اليقين والقدرة لا علم الرأي والهوى، والصامتون عن الشيهات والآراء لا يختلف هذا إلى يوم القيامة عند العلماء الشهداء على الله تعالى برأي قائل ولا بقول مبطل جاهل: كما روي عن عبد الله بن عمرو له عن النبي : "اصلح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها يالبخل والأمل".
وقال يوسف بن أسباط: كتب إلي حذيفة المرعشي: ما ظنك بمن قد بقي لا يجد أحدا يذكر الله تعالى معه إلا كان آثما وكانت مذاكرته معصية، وذلك أنه لا يجد أهله؟
قلت ليوسف: يا أبا محمد وتعرفهم؟
قال: لا يخفون علينا، ويقال أن الأبدال إنما انقطعوا في أطراف الأرض واستتروا عن أعين الجمهور؛ لأنهم لا يطيقون النظر إلى علماء هذا الوقت ولا يصبرون على الاستماع لكلامهم، لأنهم عندهم جهال بالله تعالى وهم عند أنفسهم وعند الجاهلين علماء، فقد صاروا من أهل الجهل، وأهل الجهل بالجهل على الوصف الذي قاله سهل ه: إن من أعظم المعاصي الجهل بالجهل والنظر إلى العامة واستماع كلام أهل الغفلة أيسر عندهم؛ لأنهم لا يعدمون ذلك حيث كانوا من أطراف الأمصار؛ لأن العامة لا يموهون في الدين ولا يغرون المؤمنين ولا يذعون أنهم علماء لأنهم يتعلمون وبالجهل معترفون، فهم إلى الرحمة أقرب ومن المقت أبعد.
وكان أبو محمد الجريري يقول: قسوة القلب بالجهل بالعلم أشد من القسوة بالمعاصي؛ لأن الجاهل بالعلم تارك ومدع والعاصي بالفعل مقر بالعلم.
واعلم أن العبد إذا باين الناس في كل شيء من أحوالهم انفرد عن جمعهم ولم يألف أحذا منهم وإن باينهم في أكثر أحوالهم اعتزل عن الأكثر منهم، فإن فارقهم في بعض الأحوال ووافقهم في بعض حاله خالط أهل الخير وفارق أهل الشر: فعليك بآثار السلف الصالح الذين هم على منهج أهل الحق، لا الذين ضلوا طريق الحق، كمن ادعوا أن الصوفية ليسوا على منهج السلف، وهؤلاء واضح جهلهم.
فإن قال قائل: فما الدليل؟
قلنا: أليس أصحاب هذه الأنفاس المذكورة في هذا الكتاب من أثمة السلف وقادتهم
Bogga 11