============================================================
المرصد الخامس- المقصد الثالث: النظر الصحيح عند الجمهرر في الدنيا (كالما خوذ من غير النبي فإنه لا يتم به الإيمان) ألا ترى إلى قوله أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، مع أن كثيرا منهم كانوا يقولون: بالتوحيد، لكنهم لما لم يأخذوا ذلك منه ما كان يقبل قولهم (لم يرد عليه ذلك) المعتمد الذي ذكرناه (وطريق الرد عليه إجماع من قبلهم) من هذه الأمة (على) حصول (النجاة) بالمعرفة الحاصلة بلا معلم (والآيات الآمرة بالنظر) في معرفة الله سبحانه (متكررة متكثرة في معرض الهداية إلى سبيل النجاة من غير إيجاب التعلم) فدلت دلالة ظاهرة على أن التعلم غير محتاج إليه في النجاة، فهذه الآيات طريق آخر للرد عليهم (لهم) أي للملاحدة (وجهان الأول أنه كثر الخلاف) بين العقلاء في المعرفة كثرة لا تحصى، (ولو كان العقل) باستعمال النظر (كافيا) فيها (لما كان) الأمر (كذلك) بل كانت العقلاء الناظرون فيها متفقين على عقيدة واحدة (قلنا) ذلك (الخلاف) إنما وقع (لكون بعض تلك الأنظار) الصادرة عنهم فاسدة) فترتب عليها عقائد باطلة، وذلك لا ينفعكم ولا يضرنا (فإن المفيد للعلم) عندنا (إنما هو النظر الصحيح) لا الفاسد، نعم دل الاختلاف المذ كور على صعوبة التمييز هناك بين صحيح النظر وفاسده، وهو مسلم (الثاني نرى التاس محتاجين) إلى معلم (في العلوم الضعيفة) التي يكتفى فيها بأدنى نظر (كالنحو والصرف) والعروض (لا يستغنون فيها عن المعلم فكيف) لا يحتاجون إليه (في العلوم العويصة التي هي أبعد العلوم قوله: (الا ترى إلخ) هذا التنوير على تقدير أن يراد من لا إله إلا الله معناه أعني التوحيد اي حتى يأخذوا التوحيد مني، وأما علي تقدير أن يكون المراد مته تمام الكلمة بأن يراد لا إله إلا الله إلى آخره أو يجعل لا إله إلا الله علما لتمام الكلمة فلا تنوير كما لا يخفى: قوله: (وطريق الرد عليه إلخ) هذا إنما يتم إذا كان الخصم معترفا بالإجماع إلا أن يراد الرد على سبيل التحقيق دون الإلزام.
قوله: (فقدلت دلالة ظاهرة إلخ) فيه أن الآيات الآمرة إنما علم من طريق التعليم من النبي، فيكون العقل مفيدا للعلم بمشار كة المعلم فتدبر.
قوله: (حتى يقولوا لا إله إلا الله) قيل: معناه حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، إذ لا شك في عدم انتهاء المقاتلة بقبول التوحيد فقط بدون تصديقه عليه السلام بكونه عليه السلام رسول الله، فاكتفي بانبعض للظهور، فحيعذ لا دلالة على آن المقاتلة إنما كانت بسبب عدم أخذهم التوحيد مته، وقيل: أخذه والقول به من حيث إنه متلقي منه عليه السلام يدل على تصديقه في جميع ما أمربه، فلهذا انتهى المقاتلة به.
قوله: (وطريق الرد عليه إلخ) وقد يرد أيضا بآن ذلك المعلم هو النبي عليه السلام وكفى به إماما ومرشدا إلى قيام الساعة من غير احتياج في كل عصر إلى إمام يجدد طريق الإرشاد، والتعليم وتتوقف النجاة على متابعته والاعتراف بإمامته.
Bogga 247