Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
93

Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح

Noocyada

الآيات الواردة في إثبات العلو قال في ذكر آيات العلو: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران:٥٥]، وقوله: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء:١٥٨] والرفع: يقتضي العلو، وقوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر:١٠] والإصعاد والرفع دليل على علوه ﷾، وقوله: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ﴾ [غافر:٣٦] في قول فرعون: ﴿أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ [غافر:٣٧] وهذا فيه دليل على ما ذكرنا أن الفطر مجبولة على طلب العلو فيما يتعلق بالله ﷾، ولذلك فرعون موسى لم يطلبه لا يمينًا ولا يسارًا ولا نقب في الأرض، إنما قال لوزيره: ﴿يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ [غافر:٣٦-٣٧]، وهذا مما يدل على أن العلو هو الذي جاءت به كل الرسل، وأن صفة العلو جاءت في كلام كل من أرسلهم الله ﷿. وقوله: ﴿أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك:١٦] في الآيتين، فقوله: (من في السماء) أي: على السماء، هذا إذا كانت السماء المراد بها السبع الطباق، وأما إذا أريد بالسماء العلو فليست بمعنى (على) يعني: أنه ﷾ في العلو، فهو عال على كل شيء ﷾، عال على خلقه بائن منهم ﷾. وعلى هذا تكون السماء اسم جنس للعالي، فقوله: ﴿أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك:١٦] إن كانت السماء هي السماء المبنية فقوله: (في) المراد به على، وإن كان المراد بالسماء جهة العلو أي: اسم جنس للعالي فالمراد أنه ﷾ في العلو. وهذه الأدلة شيء يسير مما ذكره الله ﷿ في كتابه مما يدل على علوه، وإلا فالآيات الدالة على العلو أكثر من أن تحصر، وقد أطال ابن القيم ﵀ في ذكر الأدلة على علوه في النونية إطالة بينة، يقف عليها من يطالع هذه المنظومة. المهم أن علو الله ﷾ ثابت بأدلة كثيرة لا يمكن حصرها، ولا يمكن رد مدلولها، ولذلك هم يؤولون هذا كله بعلو القهر وعلو القدر.

10 / 5