قال المفسر: أراد أبقراط في هذا الموضع أن يبصرنا تقدير أطعمة المرضى. فقال إن من طعام المرضى طعاما لطيفا (140) جدا يقال له الأقصى، وطعاما (141) آخر يقال له لطيف ليس على لطافة حد الأقصى وهو الطعام الذي يطعمه أهل الأمراض الحادة، وطعاما (142) آخر يطعم عند منتهى المرض. والطعام اللطيف جدا الذي على الحد الأقصى العسل الممزوج بالماء مزاجا رقيقا، والطعام الوسط اللطافة الذي يطعمه B أهل الأمراض الحادة ماء الشعير، والطعام الذي دون ذلك في اللطافة نأذن فيه عند منتهى المرض. وينبغي أن نضع لهذه الأطعمة تفسيرا بينا، ونسميها على أربعة أصناف ووقت كل صنف منها الذي يطعم فيه. فأما الطعام اللطيف جدا فالماء السخن وحده أو ممزوج بشيء من عسل قليل، وذلك الغذاء ينبغي للذين بهم مرض حاد من بدء مرضهم وأول ضجعتهم إلى اليوم الرابع. وأما الطعام اللطيف وليس في الحد الأقصى فماء [P30] الشعير وهو ينبغي لهم من اليوم الرابع إلى السابع. وأما الطعام الذي دون الأولين في اللطافة فحسو الخمير وحسو البيض المشوي وهو ينبغي لهم من اليوم السابع إلى تمام الأربعة عشر يوما. وأما الطعام الذي هو أغلظ من ذلك كله فالأحساء والكعك والبيض، وذلك بعد تمام الأربعة عشر يوما. والسمك الطري يطعمه الذين بهم مرض يطول من الأمراض المزمنة.
i.5-6 في وجه العلاج بالطعام
[aphorism]
Bogga 13