وهذا الرجل كان نقاشا للحلي ببغداد ثم صار بزازا واسمه عيسى بن عبد الله بن عيسى وكان خفيف الروح صاحب نوادر ولطائف روى عنه التاج الكندي الكامل للمبرد مع أنه كان يتمتنع من الرواية ويقد ما أنا أهل لذلك توفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة وله شعر لا بأس ببعضه أعجبني منه قوله من أبيات وإذا تبسم في دجى ليل شهدت له بفجر وكذاك تظلمه إذا شبهت ريقته بخمر يرنو بنجلاوين يسقم من يشاء بهما ويبري فائدة في أول من مات وآخر من يموت أما الأول فلا أظن أن يتوصل إلى معرفته بوجه من الوجوه كما لا يخفى وإن كان أبو الفرج بن الجوزي قال روينا أن أول من مات آدم قال وفي هذا بعد فإنا روينا أن حواء لم يعش لها ولد فسمت ولدها عبد الحارث فكيف يقال مع هذا ما قيل؟
وروى ابن الجوزي أيضا بسنده إلى بقية عن سفيان قال أوحى الله تعالى إلى موسى أن أول من مات إبليس وذلك أنه عصاني وإنما أعد من عصاني من الموتى وأما آخر من يموت فقد ورد في الحديث أن آخر من يموت من هذه الأمة رجلان من مزينة ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له ورقان ذكره السهيلي في الروض ونقله عن البكري في كتاب معجم ما استعجم قال السهيلي ورقان اسم جبل قال ووقع في نسخة سفيان ورقان بفتح الراء وقيده أبو عبيدة البكري بكسر النون وأنشد الأحوص وهو بالحاء والصاد المهملتين وكيف ترجي الوصل منها وأصبحت ذرا ورقان دونها وحفير
Bogga 42