في مادة عود والله أعلم وبالجملة فعدن بلدة شهيرة من قديم الزمان وإلى اليوم وهي اليوم من اشهر مدن اليمن وهي بلدة مشحونة بالتجارة ويرد عليها من الهند ومن الشحر ومن ظفار ومن هرموز ومن مقديشو وغيرها من البلاد البعيدة والقريبة ما لا يحصى كثرة وعمارتها عمارة جديدة حسنة ومتجرها مشهور بالربح والفائدة العظيمة والكسب الجليل وعلى كل حال فهي ثغر حسن عظيم وبلد شهير قديم لولا أن بها حرا عظيما لا يلبس عليه الثياب ولا يقوى عليه إلا من جلده كجلد الشباب وقد ذكر الشيخ العارف القطب سيدي عبد الله اليافعي نفع الله به في تاريخه أن بعض المشايخ الصلحاء وأظنه الشيخ محمد النائح قال فيها وفي عدن حر كأن لهيبه من النار في أحشائها المرض لائح أدافع عني بالمراوح جيشه فيا ضعف من يحمي قفاه المراوح المراوح جمع مروحة بكسر الميم وهي الآلة التي يتروح بها وبفتح الميم هو الموضع الكثير الريح قال قائل يصف ناقة كان راكبها غصن تروحه إذا تدلت به او شارب ثمل هذا بيت قديم لم أعلم قائله وقد تمثل به عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو راكب على راحلة والي عدن وأشار عمر بن أبي ربيعة المخزومي الشاعر المشهور في قوله هيهات من أمة الوهاب منزلنا إذا نزلنا بسيف البحر من عدن وجاورت أهل أجياد فليس لها إلا التذكر أو حظ من الحزن وروى في الأغاني هذا البيت على غير هذه الصفة وهو واختر لأهلك أجيادا فليس لها إلا التذكر أو حظ من الحزن لو أنها أبصرت بالجذع عبرته لأن يغرد قمري على فنن إذا رأت غير ما ظنت بصاحبها وأيقنت أن لحجا ليس من وطن ما أنس لا أنس يوم الخيف موقفها وموقفي وكلانا ثم ذو شجن وقولها للثريا وهي باكية والدمع منها على الخدين ذو سنن بالله قولى له فى غير معتبة ماذا أردت بطول المكث في اليمن
Bogga 66