وهو نمرود، وعرف أن ذلك ليس بيده ولا في ملكه، سأل إبراهيم أن يستأذن ربه، ويسأله محاربة نمرود ربه، فقال إبراهيم عليه السلام: يا رب أنت أعلم بما قال هذا الكافر، فأوحى الله عز وجل إليه أن قل: استعد للمحاربة، فحشر نمرود جنوده فجمع في صعيد أربعمائة فرسخ في أربعمائة فرسخ، ثم قال لإبراهيم: قل لربك حتى يبرز إلينا، فقال إبراهيم عليه السلام: أي رب أنت أعلم بما يقول هذا الكافر، فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم أني أرسل إليك روح محمد صلى الله عليه وسلم مبارزا، - جموعه، فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض ، فطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها، فبعثها الله عليهم فأكلت شحومهم وشربت دماءهم، فلم يبق إلا العظام، والملك كما هو لم يصبه من ذلك شيء، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره، فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه، وكان جبارا أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله، وهو الذي كان بنى صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة [/ 358] رقم 997 من حديث ابن وهب عن ابن زيد قال: بعث الله تبارك وتعالى جبريل عليه السلام إلى نمرود، فقال له: إن ربك يأمرك أن تعبده، ولا تشرك به شيئا، فقال: ابرز أنت وصاحبك إن كنت صادقا، قال له: موعدك بالغداة، فقال: من أين تأتي جموعكم؟ قال:
من نحو المشرق، قال: فذهب يجمع، وكان إذا جمع فلم يسل الوادي من أبوال دوابهم غضب ورجع، فجمع جمعا لم يجمع مثله، فأتاه جبريل عليه السلام فقال له: إن جموع ربك قد أتت، قال: فأوحى الله عز وجل إلى خازن البعوض: أن افتح منه بابا، فخرج منه مثل السحاب، فأوحى الله عز وجل إليهم أن: كلوهم ودوابهم ولا تقربوه، احتبسوه، قال: فاحتبست الشمس أن تطلع ساعة، فقال: ما للشمس لا تطلع؟ فقال: حال بينك وبينها جنده-
Bogga 110