دَعَا لَهَا، وذلك إذَا وَافَقَ القَضَاءَ. فَإنْ لَمْ يُساعِدْهُ القَضَاء، فإنه يُعْطَى سَكِيْنَة في نَفْسِه، وانشراحًا في صدرِهِ، وصبْرَا يَسْهُلُ معهُ احتمالُ ثِقَلِ الوارداتِ عليه، وعلى كل حالٍ فلا يَعْدَمُ فائدةَ دعائِهِ، وهو نوع من الاستجابةِ.
[٩] وَقَدْ رَوَى: أبو هُرَيْرَةَ عن النبي ﷺ أنه قال: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لله، ﷿، يَسْألهُ مَسْألَة إلا أعْطَاهُ إياهُ إما عَجَّلَهَا لَهُ في الدنيا، وإما ادَّخَرَها لَهُ في الآخِرةِ، ما لم يَعْجَلْ، قالوا: وَمَا عَجَلَتُهُ؟ قال: يقولُ: دَعَوْتُ، دَعَوْتُ، فَلَا أرَاهُ يُسْتَجَابُ لِي".
قال الشيخ ﵁: وإذا ثبتَ معنى الدعاء، ووجوبُ العملِ بِهِ؛ فإن من شرائِطِ صِحتِهِ، أنْ يكونَ ذلك مِنَ العَبْدِ بإخلاصِ نِيَّتهِ، وإظهارِ فَقْرٍ، وَمَسْكَنَةٍ، وعلى حالِ ضَرْعٍ، وخُشوعٍ، وأنْ يكون على طهارةٍ من الداعي، واستقبالٍ للقِبْلَة، وأنْ يُقَدمَ الثناءَ على الله ﷿ والصلاةَ على رسول الله ﷺ أمَامَ دُعَائِهِ، ومِنْ سُنتِهِ أن يَرْفَعَ إلى الله ﷿ يَدَيهِ، باسِطًَا
_________
[٩] رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٤٤٨ من حديث أبي هريرة إلى قوله: "يدخرها له" وطرفه الأخير خرّجناه في رياض الصالحين ص ٥٦٣ - ٥٦٤ من حديث أبي هريرة أيضًا عند البخاري بشرح الفتح برقم /٦٣٤٠/ دعوات، ومسلم برقم /٢٧٣٥/ ذكر، والترمذي برقم /٣٣٨٤/ دعوات، وأبي داود برقم /١٤٨٤/ صلاة، وابن ماجه برقم ٣٨٥٣/ دعاء، والموطأ ١/ ٢١٣ برقم ٢٩، والحاكم ١/ ٤٩٧ ما عدا طرفه الأخير بسند صحيح ووافقه الذهبي.
1 / 13