وذلك؛ لأنه إذَا أدرَكَ عَرَفَةَ، فَقَدْ أمِنَ فَوَاتَ الحَج. ومثله في الكلام كثير.
وَقَد اخْتَلَفَت مَذَاهِبُ الناسِ فِي الدعَاءِ، فَقَالَ قَوْمٌ: لَا مَعْنَى للدعاء وَلَا طَائِلَ لَهُ لأن الأقْدَارَ سَابِقَةٌ والأقْضِيَةُ مُتَقَدمَةٌ، وَالدعَاءُ لَا يَزِيدُ فِيْها، وَتَرْكُهُ لَا يُنقِصُ شَيْئًَا منها وَلاَ فَائِدَةَ في الدعَاءِ والمسألةِ.
[٣] وَقَد قَالَ ﷺ: "قَدرَ اللهُ المَقَاديْرَ، قَبلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ، بِكَذَا وَكَذَا عَامًَا".
[٤] ورُويَ عَنْهُ ﷺ: أنهُ قَالَ: "جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائن".
_________
= ابن يعمر الديلي، ووقع في الموارد "معمر" وهو تحريف.
قال أبو عيسى الترمذي: والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج.
[٣] أخرجه مسلم برقم /٢٦٥٣/ قدر (١٦)، والترمذي برقم /٢١٥٦/ قدر (١٨)، والإمام أحمد ٢/ ١٦٩. ولفظ مسلم والترمذي: "كتب الله ... بخمسين ألف سنة"، وعند أحمد: "قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة".
[٤] أخرجه الإمام أحمد ٢/ ١٩٧ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص آخر حديث طويل بلفظه وفي ص ١٧٦ منه بلفظ "جف القلم على علم الله ﷿"، وفي مجمع الزوائد ٧/ ١٨٩ من حديث عبد الله بن جعفر وفي ص ١٩٣ منه من حديث ابن عمرو كما هو في المسند. قال الهيثمي: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات. =
1 / 6