Wriothesley
هنري، وكما رأى آخر أنه هو لورد بمبروك لأن اسمه الأول وليام هربرت، ويذهب بعضهم إلى أن المقصود بجالب الموشحات هو الطابع وليام هول
Hall
الذي جمعها وهيأها للطبع ولم يكن طبعها ميسورا بغير مجهوده وسعيه؛ لأن شكسبير لم يتول جمعها بنفسه ولم يشرف على تصحيحها بعد جمعها لأمر لا يذكره ناشرها ولا المعلقون عليها.
والخطاب في أكثر الموشحات موجه إلى شاب مفرط الجمال ينصح له الشاعر أن يحتفظ بجماله وأن يبادر إلى تخليده في عقبه، ويلومه أحيانا لأنه استغوى بجماله عشيقة الشاعر، ويشير في بعض الموشحات إلى عشيقة لعوب يسميها «السيدة السمراء» وإلى شاعر منافس يؤثره ذلك الشاب الجميل برعايته، ويقول الشاعر إنه يستحق منه أن يعنى بشعره لحبه وإعجابه إن قرأ شعر الآخرين لبلاغته وإتقانه، ثم تختم الموشحات بمقطوعتين إغريقيتين عن «كوبيد» إله الحب الصغير لم تثبت نسبتهما إلى شكسبير.
وتتعدد الأقوال في تعيين الأسماء التي أشارت إليها الموشحات، ولكنها تكاد أن تتفق على تعيين اسم اللورد سوثامبتون للفتى الموصوف أو المخاطب في أكثر الموشحات، ويكون المقصود بجالب الموشحات إذن أنه هو موحيها وملهمها الذي تقبل قصص الشاعر وشجعه على الإصغاء إلى أغانيه ومنظوماته. •••
وقد درج الناشرون المحدثون على تضمين ديوانه متفرقات من الشعر الغنائي، وشذرات من الشعر القصصي؛ كان بعض الناشرين في أيامه يلحقها بالديوان أو يطبعها على حدة منسوبة إليهم، ويؤثر الناشرون المحدثون إلحاقها بديوانه على سبيل الحيطة، أو على سبيل الإحاطة، ولا يجهلون ضعف السند الذي ترجع إليه نسبة الكثير من هذه المتفرقات إليه، وهو ظهورها منسوبة إليه في حياته، فقد تحقق أن قراصنة الأدب - كما كانوا يعرفون يومئذ - كانوا يستبيحون أن يختلسوا الطبعات وأن ينحلوا شكسبير ما ليس من قوله؛ ترويجا له بين القراء في العاصمة وفي غيرها.
وربما اطلع عليه شكسبير أو لم يطلع عليه، ولكنه لم يكترث قط لنفي كلام منحول أو لمقاضاة المختلسين ومطالبتهم بحقه؛ لقلة العوض واطمئنانه إلى حقوقه المسرحية وعلم العارفين من حماة الشعر ونقاده بحقيقة الصحيح والمنحول، غير أننا نجمل الإشارة إلى تلك المتفرقات للإلمام بما يقال عنها عند تقديرها أو تصحيح نسبتها.
فمن تلك المتفرقات قصيدة الفونقس والقمرية
The Phoenix and the turtle
Bog aan la aqoon