ظهورا قلة الاختلاط بين الجنسين والمبالغة في التحجب، ويلوح للباحث في نواميس الحب وظواهره
أن أسبابه تقوى أو تضعف على حسب الأمزجة والأشخاص، أو كان الواحد متمم للأخر، فإذا التقى
اثنان من هذا النوع شعرا بالتجاذب لأول مرة، على أن للجمال المادي والمعنوي قواعد أجمع الناس
عليها، يغلب في أصحابها أن يلفتوا أنظار الناس ويجتذبوا قلوبهم.
فلما أحست سلافة بتلك الرعشة اتخذتها دليلا على صدق مودة سحبان، وتناولت الورقة وأخذت
تكتب، وكانت بارعة في الخط والإنشاء؛ لأن السلاطين كانت لهم عناية في تعليم الجواري الكتابة
واللغة والأدب. ولما فرغت من الكتابة أقفلت الكتاب ودفعته إليه وقالت: «هذا سري قد عهدت به
إليك، إذا أفلحت فقد برهنت لي على ما تقول.»
فتناوله وقال: «أستودعك الله.» ومشى وهو يلتفت إليها حتى خرج من الحديقة، وظلت هي بعده
واقفة تفكر فيما فعلته، فخالج ذهنها ندم على تسرعها، لكنها راجعت ما رأته وشاهدته منه،
Bog aan la aqoon