أبطال الرواية
مراجع رواية شجرة الدر
1 - فذلكة تاريخية
2 - في جزيرة الروضة
3 - عز الدين أيبك
4 - أول ملكة للمسلمين
5 - خلع شجرة الدر
6 - ركن الدين
7 - في بغداد
8 - مؤيد الدين وهولاكو
Bog aan la aqoon
9 - بين المستعصم وهولاكو
10 - شوكار في دار النساء
11 - ركن الدين في بغداد
12 - نهاية الدولة العباسية
13 - موت شجرة الدر وعز الدين
14 - الإمام أحمد بن الظاهر
15 - التتر يخربون بغداد
أبطال الرواية
مراجع رواية شجرة الدر
1 - فذلكة تاريخية
Bog aan la aqoon
2 - في جزيرة الروضة
3 - عز الدين أيبك
4 - أول ملكة للمسلمين
5 - خلع شجرة الدر
6 - ركن الدين
7 - في بغداد
8 - مؤيد الدين وهولاكو
9 - بين المستعصم وهولاكو
10 - شوكار في دار النساء
11 - ركن الدين في بغداد
Bog aan la aqoon
12 - نهاية الدولة العباسية
13 - موت شجرة الدر وعز الدين
14 - الإمام أحمد بن الظاهر
15 - التتر يخربون بغداد
شجرة الدر
شجرة الدر
تأليف
جرجي زيدان
أبطال الرواية
شجرة الدر:
Bog aan la aqoon
زوجة الملك الصالح.
شوكار:
جارية شجرة الدر.
عز الدين أيبك التركماني:
قائد الجيش.
ركن الدين بيبرس:
أحد أمراء الجيش.
سلافة التركية:
جارية الملك الصالح.
سحبان:
Bog aan la aqoon
تاجر أقمشة من بغداد.
المستعصم بالله:
آخر الخلفاء العباسيين ببغداد
الأمير أحمد (أبو بكر):
ولي عهد المستعصم
بالله.
هولاكو التتري:
حفيد جنكيز خان.
مؤيد الدين بن العلقمي:
وزير المستعصم
Bog aan la aqoon
بالله.
مراجع رواية شجرة الدر
هذه المراجع هي التي اعتمد عليها المؤلف في سرد حوادث الرواية، وكان شديد الحرص على أن
تكون وقائعها الرئيسية صحيحة.
حسن المحاضرة للأسيوطي.
تاريخ ابن إياس.
الهلال مجلد 19.
تاريخ الفخري.
سيرة الملوك.
معجم ياقوت.
Bog aan la aqoon
تاريخ ابن جبير.
تاريخ مصر الحديث لجرجي زيدان.
الفصل الأول
فذلكة تاريخية
فرغنا من رواية صلاح الدين وقد دخلت مصر في حوزته، وبنى بها قلعة القاهرة وجعلها كرسي
ملكه، ثم توارثها السلاطين من أولاده وإخوته وأولادهم وأحفادهم، واقتسموا فيما بينهم ملك
مصر والشام، حتى أفضت السلطنة بمصر سنة 637ه إلى الملك الصالح بن الكامل، فأكثر من اقتناء
المماليك الأتراك، وجمع منهم نحو ألف مملوك، بنى لهم قلعة في جزيرة الروضة أسكنهم فيها، وجعلها سرير ملكه بدلا من قلعة القاهرة، ونقل إليها أهله وحاشيته ومماليكه.
وفي أيامه حمل الصليبيون على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وكان الملك الصالح مريضا
فما علم بأمر هذه الحملة حتى أمر بالتجنيد والاستعداد للحرب، لكن الصليبيين استولوا على
Bog aan la aqoon
دمياط بخيانة بعض أهلها وفرار بعض أمرائها، وتوفي الملك الصالح على أثر ذلك، وخلفه ابنه
غياث الدين طوران شاه، الذي لقب بالملك المعظم، ولكن النفوذ كان لشجرة الدر؛ إحدى جواري
الملك الصالح، وهي التي دبرت أمور الدولة بعده، وكتمت موته حتى جاءوا بابنه غياث الدين من
سورية وبايعوه سنة 647ه.
وعاد المصريون لمحاربة الصليبيين، ففازوا وردوهم على أعقابهم بعد معارك شديدة، وأسروا
الملك لويس التاسع وكثيرا من ضباطه وجنده.
ووقع الخلاف بعد ذلك بين رجال الملك المعظم غياث الدين ومماليك أبيه الملك الصالح، فخرج
هؤلاء المماليك عليه، فخاف وأراد الفرار، ولكنهم قبضوا عليه وقتلوه شر قتله قرب فارسكور، ثم
أجمعوا أمرهم على مبايعة شجرة الدر، وهي أول امرأة تولت الملك في الإسلام. وقام التنازع على
السيادة بينها وبين بعض الأمراء المماليك وبين بقية الدولة الأيوبية وغيرهم من طلاب
Bog aan la aqoon
السيادة، وأفضت السلطة أخيرا إلى المماليك الأتراك وتوارثوها، وفي أيامهم سطا التتر على
بغداد بقيادة هولاكو، وقتلوا الخليفة المستعصم، وانتقلت الخلافة إلى مصر مما سترى تفصيله في
هذه الدولة إن شاء الله.
الفصل الثاني
في جزيرة الروضة
- ما أجمل ضوء القمر يا شوكار! - إنه جميل يا سيدتي، وليس أجمل منه إلا الجلوس بين يديك والتمتع بحديثك. - إنك تتملقينني يا شوكار ولا تقولين الحق. من منا أكثر تمتعا بصاحبتها: أأنا وليس في
حديثي إلا المتاعب والمشاكل السياسية، أم أنت وقد وهبك الله كل ما تتطلبه الغانيات من
الجمال والذكاء ورخامة الصوت ولطف العشرة؟! وأنت في مقتبل العمر وأنا في حدود الكهولة، وقد
أناخ علي الدهر بأثقاله ومشاكله.
فخجلت شوكار من هذا الإطراء وبادرت إلى الجواب قائلة: «العفو يا سيدتي، إنك تخجلينني بهذا
Bog aan la aqoon
الإطراء، ومن أكون أنا حتى أعد شيئا مذكورا بجانب مولاتي شجرة الدر، محظية الملك الصالح -
رحمه الله - وأم والده؟! وقد خصك الله بمواهب لم يخص بها أحدا من البشر سواك . ليس في النساء
يا سيدتي امرأة تطمع في بعض ما نلته. زادك الله رفعة و...»
فبادرت شجرة الدر إلى قطع حديث جاريتها شوكار بأن وضعت يدها على فمها بلطف وهي تبتسم لها،
وفي ابتسامها انقباض، وقد أبرقت عيناها من عظم التفكير، ثم تنهدت تنهدا عميقا وقالت: «تحسدينني على ما تتوهمينه في من رفعة القدر؟ من هنا يأتي سبب شقائي.» قالت ذلك وأطرقت وهي
مقطبة الوجه، فتهيبت شوكار النظر إليها، ولم تجبها.
وكانت شجرة الدر جالسة على مقعد من الأبنوس، في شرفة بأحد قصور الملك الصالح التي بناها
في جزيرة الروضة، تطل على مجرى النيل إلى مسافة بعيدة. وجزيرة الروضة من أجمل جزر النيل بين
مصر القديمة والجيزة، وطالما اتخذها الملوك متنزها، وقد جعلها مولاها الملك الصالح سريرا
لملكه بدلا من القلعة حيث كان أسلافه يقيمون. وأنشأ في هذه الجزيرة قلعة فخمة عرفت بقلعة
Bog aan la aqoon
المقياس، نسبة إلى مقياس قديم للنيل، وسموها أيضا قلعة الروضة أو القلعة الصالحية. وكان في
موضع هذه القلعة أبنية كثيرة فيها القصور والمساجد والمعابد، ودور الصناعة لبناء السفن،
والهودج الذي بناه الآمر بأحكام الله الفاطمي لجاريته، واشتهر أمره، فهدم الملك الصالح كل
هذه الأبنية، وبنى القلعة مكانها، وأنفق عليها أموالا طائلة، وفي جملة ما بناه قصور ومسجد،
نقل إليها العمد والأساطين الصوان والجرانيت والرخام من الهياكل القديمة، وغرس فيها الأشجار
والرياحين، وبنى فيها ستين برجا شحنها بالأسلحة وآلات الحرب وما يحتاج إليه من الغلال
والأقوات؛ خوفا من محاصرة الإفرنج؛ لأنهم كانوا على عزم غزو مصر. وبالغ في إتقان تلك
الأبنية حتى قيل إن الحجر الواحد من أحجارها كلفه دينارا. وكان يقف بنفسه ويرتب العمل،
فلما تم بناؤها نقل إليها أهله ونساءه وجواريه، وفرق فيها مماليكه، وعددهم نحو ألف مملوك.
وأنشأ خارج القلعة بناء عظيما جمع فيه أصناف الوحوش من الأسود والنمور وغيرها.
Bog aan la aqoon
وكانت شجرة الدر في جملة جواريه، وقد أنجبت ولدا اسمه خليل، فقربها منه، كما كانت هي على
جانب عظيم من الدهاء والذكاء، فنالت نفوذا عظيما عنده، فلما مات في المنصورة سنة 647ه.
كتمت أمره، وقامت بأمور الدولة، وكانت توقع على الأوامر بتوقيعه خوفا من الفشل وهم في حرب
مع الصليبيين، لكنها أسرت الخبر إلى كبار الأمراء، ولا سيما عز الدين أيبك التركماني، وكانت
بينه وبينها مودة، فبعث أعيان الأمراء إلى غياث الدين بن الملك الصالح، فاستقدموه من حصن
كيفا وولوه عليهم وواصلوا محاربة الصليبيين.
أما شجرة الدر فإنها عادت إلى تلك القلعة وأقامت فيها، وفي خاطرها أشياء لم تطلع عليها
أحدا، ورغم ثقتها العظيمة بشوكار لم تفاتحها بشيء منها. وفي تلك الليلة المقمرة جاشت
أشجانها وأرقت لسبب تعلمه هي ولا يعلمه سواها. وكانت كثيرة الاستئناس بشوكار جاريتها؛ وهي
جميلة الطلعة، رخيمة الصوت، تتقن العزف على العود. فلما أرقت دعتها إليها للاستئناس بها
Bog aan la aqoon
واللهو بصوتها. واتشحت شجرة الدر بثوب بسيط، والتفت بمطرف من الخز، وجلست على الشرفة وأطلت
على مجرى النيل، وقد سكنت الطبيعة وهدأ النسيم إلا ما يعبث منه بشعرها المرسل على ظهرها وقد
ضمته وأرسلته بلا اعتناء. ولم تحسن ارتداء مطرفها، حتى ليخيل إلى الناظر إليها أنها في شاغل
مهم، ناهيك بما في عينيها من دلائل القلق حتى يكاد الشرر يتطاير منهما لفرط ما جاش في
خاطرها من البلبلة. وهي امرأة ليست كسائر النساء؛ فلها قلب الرجل ومطامع كبار الرجال، إذا
عزمت على أمر فلا تبالي ما يقف في سبيلها من العقبات؛ لأنها تذللها بأية وسيلة كانت، كما
يفعل عظماء الرجال وأرباب المطامع.
وكانت شوكار جاريتها الخاصة فتاة تركية مثلها، ما زالت في مقتبل العمر، فأحبتها واتخذتها
مستودع أخبارها وأسرارها، وإن كانت لفرط دهائها لا تفتح قلبها لأحد أو تأمنه على أسرارها
المهمة؛ ولذلك كان كبار المماليك يهابونها ويحسبون لها حسابا، وقد استولت على قلوبهم
Bog aan la aqoon
تهيبا وإعجابا. •••
خرجت شجرة الدر تلك الليلة من قصر الملك الصالح أجمل قصور تلك الجزيرة وأثمنها رياشا
وزخرفا، ومعها جاريتها شوكار، ومشت في ممر مسقوف يؤدي إلى شرفة تطل على النيل، فجلست على
أريكة مغشاة بالديباج المزركش ، وجاريتها تعزف على العود وتغني لها أصواتا تعودت أن تطلب
إليها إنشادها، وهي مستغرقة في هواجسها تنظر إلى النيل وهو يبدو كالفضة اللامعة من تكسر نور
القمر على سطحه، ولولا ما يتخلل بياضه من التموج والارتعاش لم تشك أنه فضة خالصة، أو أنه
مرآة صافية، وكانت مراياهم تصنع من الفضة المصقولة بدل الزجاج اليوم.
وكأنها أحست بطول سكونها واشتغالها عن غناء شوكار، فأجالت بصرها في الفضة المقابلة من
النيل في بر الجيزة، وقد بدت فيها النخيل صفوفا أرسلت رءوسها في الفضاء كأنها أسراب من
العذارى يحملن المظلات وقد وردن الماء، فلما أشرفن على ضفاف النيل تهيبن فوقفن خاشعات ينظرن
Bog aan la aqoon
إلى مجراه، وبانت ظلال النخيل في الماء، وأكسبها النيل حركة اهتزازية كأن أولئك العذارى
نزلن للاغتسال فارتعدت أجسامهن من البرد أو من الحياء. ووراء النخيل تراءى الهرمان كأنهما
جبلان وقد انتصرا على طوارئ الحدثان، فأرادت شجرة الدر أن توهم جاريتها أنها سكتت تهيبا
للطبيعة الجميلة فقالت لها: «ما أجمل ضوء القمر يا شوكار!»
فسرت شوكار لأن سيدتها قد سري عنها، وزادت امتنانا لما سمعت إطراءها صوتها. لكنها ما
لبثت أن رأتها عادت إلى الانقباض وأخذت تشكو من حالها، وإن ما تغبطها عليه من النعيم إنما
هو سبب شقائها. فانقبضت نفس شوكار، وألقت العود من يدها، وتقدمت حتى جثت عند قدمي سيدتها،
وقبلت ركبتها وقالت: «ما الذي يشغلك يا سيدتي؟ وهل أنت لا تثقين بي، مع أني مستودع أسرارك،
وليس لي شاغل سواك؟»
وشرقت بريقها من عظم التأثر، فابتسمت شجرة الدر لها ووضعت يدها على رأسها وجعلت تعبث بشعر
Bog aan la aqoon
الفتاة وبوجهها كأنها شاب يداعب فتاة يحبها، وشوكار مطرقة يلذ لها ذلك؛ لأنه دليل ارتياح
مولاتها إليها، وهان على شجرة الدر أن تصارح جاريتها ببعض هواجسها، وهي تحسبها خالية الذهن
من أمرها، وتحسب سرها مكتوما عنها كل الكتمان، وذلك من الأوهام الشائعة عند أصحاب الأسرار.
يكتم المحب حبه، ويلذ له كتمانه، لتوهمه أنه لا يعلم به أحد سوى حبيبه، وقد يكون ذلك الحب
حديث الجيران والخدم ليل نهار، وقس على ذلك أكثر الأسرار ولا سيما ما كان منها يتعلق
بالعامة، فإنه لا يخفى عليهم، لكنهم يسكتون عنه فيتوهم صاحبه أنه سر مغلق على الناس كافة.
وهب أنه يخفى على الجيران، فهو لا يخفى على الخدم والجواري؛ لأن هؤلاء لا شاغل لهم غير
استطلاع الأسرار والتوسع فيها والتكهن بما يكون من أمرها، لكنهم في الغالب يشوهون الحقيقة
بما تصوره لهم أفكارهم وميولهم.
فكانت شوكار على بينة من هواجس سيدتها وإن لم تصب الحقيقة تماما، لكنها تجاهلت وطلبت إلى
Bog aan la aqoon
شجرة الدر أن تكاشفها بسرها، فقالت لها شجرة الدر: «لست أخفي عليك سرا كما تعلمين، لكن ما
أكتمه ليس مما يهمك الاطلاع عليه.»
فقالت: «لا أطلب الاطلاع عليه لأنه يهمني، لكنني أطلب ذلك لعلمي أن الإنسان إذا اشتكى ما
يكابده لشخص يحبه ويثق به، فإن وطأة ذلك السر تخف عنه.»
فضحكت شجرة الدر على سبيل المداعبة وقالت: «يظهر يا بنية أنك قد جربت الأسرار ولذة
المكاشفة.»
فأطرقت خجلا وقالت: «وليس عندي أسرار أكتمها أو أبوح بها، وليست أسراري مما يصح الاهتمام
به. لكني أعرف ذلك عن سواي، فهل أنا مخطئة يا سيدتي؟»
قالت: «كلا، إنك تقولين الصواب. ولكن دعينا من ذلك الآن وأطربينا بشيء من غنائك الرخيم.»
لم تعتبر شوكار ذلك الرفض مقصودا لأنها قرأت عكسه في عيني سيدتها شجرة الدر - والعينان
Bog aan la aqoon
أصدق من اللسان - فاستأنفت الكلام قائلة: «إني طوع إرادتك يا سيدتي، لكني أحب تخفيف قلقك.»
فأحبت شجرة الدر أن تكون جاريتها البادئة بالحديث، فقالت لها: «ماذا تظنين سبب قلقي؟»
قالت: «من أين لي أن أعلم ذلك؟ ليس فيما أعلمه من أحوالك إلا ما يوجب السرور والفخر، حتى
فيما له علاقة بالقلب، أعلم أنك قد نلت منه ما لم ينله سواك. إن الأمراء كافة يتمنون رضاك،
ويعدون التفاتك نعمة، ويكفي لاكتساب قلب أحدهم أن تنظري له نظرة رضا، على أنك في غنى عن ذلك
بموقعك الجميل من قلب مولاي عز الدين أيبك، وهو كبير الأمراء ، ويتمنى لفتة منك و...
فلما سمعت شجرة الدر اسم عز الدين تصاعد الدم إلى وجنتيها، وقطعت كلام جاريتها وهي تظهر
عدم الاهتمام وقالت: «ليس هذا الأمر مما يهتم له أمثالي يا شوكار، وإنما هو للفتيات
أمثالك.» •••
وأظهرت شوكار أنها صدقت سيدتها، مع أنها تعلم حق العلم بما بينها وبين عز الدين أيبك
Bog aan la aqoon
التركماني كبير الأتراك من صلات المحبة، ثم حولت كلامها إلى موضوع آخر وقالت: «اصفحي يا
مولاتي عن جرأتي واغفري لي خطئي، فلعل شواغلك تتعلق بأحوال الدولة، على أثر وفاة سيدي الملك
الصالح، رحمه الله.»
فابتدرتها شجرة الدر قائلة: «نعم، نعم؛ إنها تتعلق بما نحن فيه من الخطر، والحرب قائمة
بيننا وبين الإفرنج في المنصورة وفارسكور.»
فقالت: «ولكن الأخبار الواردة علينا حسنة على ما أعلم. ألم يأتنا الطائر مبشرا بالنصر،
ثم حمل إلينا الرسول خبر انتصار جنودنا على الفرنسيس، وأنهم قتلوا منهم ثلاثين ألفا،
وأسروا ملكهم لويس، وحبسوه في دار ابن لقمان ... ثم جاءنا رسول يحمل رسالة أخرى، وعليه ثوب ملك
الإفرنج نفسه، وهو المخمل الأحمر بفرو سنجابي وقلنسوة من ذهب. وقد زينت له القاهرة زينة لم
يسمع بمثلها؟ أم أنت تظنين ذلك غير الواقع؟»
Bog aan la aqoon