التركماني كبير الأتراك من صلات المحبة، ثم حولت كلامها إلى موضوع آخر وقالت: «اصفحي يا
مولاتي عن جرأتي واغفري لي خطئي، فلعل شواغلك تتعلق بأحوال الدولة، على أثر وفاة سيدي الملك
الصالح، رحمه الله.»
فابتدرتها شجرة الدر قائلة: «نعم، نعم؛ إنها تتعلق بما نحن فيه من الخطر، والحرب قائمة
بيننا وبين الإفرنج في المنصورة وفارسكور.»
فقالت: «ولكن الأخبار الواردة علينا حسنة على ما أعلم. ألم يأتنا الطائر مبشرا بالنصر،
ثم حمل إلينا الرسول خبر انتصار جنودنا على الفرنسيس، وأنهم قتلوا منهم ثلاثين ألفا،
وأسروا ملكهم لويس، وحبسوه في دار ابن لقمان ... ثم جاءنا رسول يحمل رسالة أخرى، وعليه ثوب ملك
الإفرنج نفسه، وهو المخمل الأحمر بفرو سنجابي وقلنسوة من ذهب. وقد زينت له القاهرة زينة لم
يسمع بمثلها؟ أم أنت تظنين ذلك غير الواقع؟»
Bog aan la aqoon