220

Geed Ku Baxaya Brooklyn

شجرة تنمو في بروكلين

Noocyada

وناولتها الآنسة جاردنر موضوعاتها «الوضيعة» والمسرحية قائلة: أحرقي هذه الكتابات في الموقد حين تصلين إلى بيتك، أشعلي الثقاب فيها بنفسك، وادأبي على القول واللهب يتصاعد منها «إني أحرق القبح، إني أحرق القبح.»

وحاولت فرانسي - وهي عائدة إلى بيتها من المدرسة - أن تفكر في الأمر كله، إنها تعلم أن الآنسة جاردنر لم تكن امرأة وضيعة ، وأن حديثها كان في مصلحة فرانسي، وكل ما في الأمر أنها لم تتلطف معها، وبدأت تدرك أن حياتها تبدو في عين بعض المتعلمين متمردة، وتساءلت: أتراها تخجل من نشأتها حين تصبح متعلمة؟ ترى هل تخجل من أهلها؟ أتخجل من أبيها الوسيم الذي كان طيب السريرة كريما مدركا للأمور؟ أتخجل من أمها الشجاعة الصادقة التي كانت هي أيضا جد فخور بأمها، بالرغم من أنها كانت أمية لا تعرف القراءة أو الكتابة؟ أتخجل من نيلي الذي كان مثالا للصبي الأمين الصالح؟ لا! لا! إذا كان التعليم خليقا بأن يجعلها تخجل من أصلها، فإنها لا تريد منه شيئا، وأقسمت بينها وبين نفسها قائلة، ولكني سوف أظهر ذلك للآنسة جاردنر، سوف أظهر لها أنني أوتيت خيالا، سوف أظهر لها ذلك بكل تأكيد.

وبدأت روايتها في ذلك اليوم، وكانت بطلتها شيري نولا فتاة واعية مدركة، ولدت وترعرعت في أحضان النعيم، وكان عنوان القصة هو «هذه هي أنا»، وكانت هي قصة فرانسي غير الحقيقية.

وأتمت فرانسي كتابة عشرين صفحة، أنفقتها في الوصف الدقيق لأثاث بيت شيري الفاخر، ونظمت مختارات من الشعر والنثر، في وصف ملابس شيري البديعة الفائقة الحسن، ووصفت من حين إلى حين شيئا من الأطعمة الخيالية التي كانت تتناولها البطلة.

وفكرت فرانسي أنها حين تفرغ منها سوف تطلب من زوج سيسي جون، أن يأخذها إلى الدار التي يعمل فيها ليطبعها، وأخذت فرانسي تحلم حلما جميلا عما سوف يحدث، حين تقدم كتابها إلى الآنسة جاردنر، وارتسم المنظر كله في عقلها ومضت في الحوار. (فرانسي وهي تعطي الكتاب للآنسة جاردنر.) - أعتقد أنك لن تجدي شيئا وضيعا في هذا، وأرجو منك أن تعديه العمل الذي أقدمه لنيل الشهادة، وإني لآمل ألا تعترضي على نشره (يسقط فك الآنسة جاردنر وتفتح فمها دهشة، لكن فرانسي تتجاهل ذلك). - إن طباعته تيسر قراءته بعض الشيء، ألا تعتقدين ذلك؟ (في حين تقرأ الآنسة جاردنر تحملق فرانسي خارج النافذة دون اهتمام.)

الآنسة جاردنر (بعد أن قرأت): عجبا يا فرانسي! إنه لرائع! - ماذا تقولين ؟ (وقد بدأت تستذكر.) - أوه! تعنين الرواية، لقد خططتها على عجل في لحظات عابرة، إن المرء لا ينفق وقتا طويلا في كتابة الأشياء التي لا يعرف عنها شيئا، ولكنه حين يكتب عن أشياء حقيقية، فإنه ينفق وقتا أطول؛ لأنه يشعر بالحاجة إلى أن يعيشها أولا.

وحذفت فرانسي ذلك القول، إنها لا تريد من الآنسة جاردنر أن تشك في أنها جرحت شعورها، وكتبت مرة أخرى:

فرانسي :

ماذا تقولين؟ (مستذكرة) .

أوه! تعنين الرواية، إني مسرورة لأنها أعجبتك.

Bog aan la aqoon