252

شيخ الأسلام فى عهده وقدوة الأنام فى عصره كان مرشدا كاملا مكملا فاضلا جامعا «1» بين علم الظاهر وعلم الباطن واقفا على رموز القوم واشارات اولى العرفان ودقائق الطريقة ونكات اسرار الحقيقة، قد لازم الشيخ جبريل «2» ببغداد مدة مديدة وجلس فى الخلوة بأمره وكاشفه الله باحوال شريفة وزار الكعبة المعظمة وجاور حذاءها وسافر الى بلاد الشأم ولقى علماءها وسمع وقرأ الكتب المعتبرة كثيرا، ومن جملة شيوخه مسند الشأم الشيخ جمال الدين ابراهيم بن ابى البركات الحنبلى البعلبكى «3» والشيخ صلاح الدين خليل بن كيكلدى «4» العلائى (ورق 144) والشيخ علاء الدين على بن ايوب المقدسى «1» والشيخة المعمرة زينب «2» بنت احمد بن عبد الرحيم المقدسية، وسمعته يقول قرأت موطأ الأمام مالك رحمة الله عليه فى ستة مجالس وسمعت الجامع الصحيح للبخاري فى ثلاثة عشر يوما، وسمع واسمع وقرأ واقرأ وصنف الكتب ودرسها، ومن تصانيفه نقاوة الاخبار من النقلة الاخيار فى شرح احاديث النبى المختار، وكتاب ذيل المعارف فى ترجمة العوارف، وكان اسن شيوخ شيراز واقدمهم وافضلهم في عهدنا هذا قد تشبث بأهداب آدابه الأبعدون والأدنون وتمسك بأذيال احواله خلائق لا يحصون، توفى فى سنة احدى وتسعين وسبعمائة «3» ودفن عند آبائه واجداده «4» رحمة الله عليهم.

241 - الشيخ عروة بن عوف «5» المعروف بالاسود

انه من كبار القدماء ويقال انه من التابعين ولم اقف على تاريخه، ولزيارته اثر عظيم وقد وجدته رحمة الله عليهم.

Bogga 341