وأمسك الرجل الذي يحمل القنديل بذراع الميجور مهدئا إياه. - هيا، اضربني، لا تتوقف، لا تخف. إني رجل، والخصيان وحدهم هم الذين يستخدمون السياط.
وسقط السوط على وجه الضحية مرتين، ثلاث، أربع، خمس مرات في أقل من ثانية.
وتدخل الرجل الذي يحمل القنديل قائلا: اهدأ يا ميجور، اهدأ! - كلا، كلا. سوف أجعل ابن الكلب هذا يعض التراب. لن يذهب ما قاله في حق الجيش هكذا دون عقاب: الحيوان ... القذر!
وانكسر السوط من الضربات، فواصل الميجور ضرباته على ذي الوجه الملائكي بكعب مسدسه مما انتزع قطعا من الشعر والجلد واللحم من وجه السجين ورأسه، وكان يردد مع كل ضربة: «الجيش ... النظام ... أيها الحيوان القذر، خذ هذه ...».
وسحبوا جسد ضحيتهم الساجي من وسط الروث الذي سقط فيه، وحملوه من طرف خط السكة الحديد القصي إلى طرفه الآخر، إلى أن اصطفت عربات قطار البضاعة، الذي سيحمله مرة أخرى خفية إلى العاصمة، في أماكنها.
وصعد الرجل الذي يحمل القنديل إلى إحدى العربات يصحبه «فارفان». كانا قد أمضيا الوقت يتحادثان ويشربان في مقر الحراسة إلى أن حان وقت الرحيل.
كان رجل القنديل يقول: أول مرة حاولت فيها الالتحاق بالشرطة السرية، كان بها أحد أعز أصدقائي ويدعى «لوسيو فاسكيز» - الملقب بالقطيفة ...
فقال الميجور: أظن أنني سمعت عنه. - لم يقبلوني آنذاك؛ وكان صديقي ذاك رجلا داهية - لذلك سموه بالقطيفة؛ وبدلا من ذلك، وقعت في مصيبة وفقدت كذلك ما كنت أنا وزوجتي - فقد كنت متزوجا آنذاك - قد وضعناه من أموالنا في تجارة صغيرة. بل إنهم قد أخذوا زوجتي إلى دار «النشوة اللذيذة»، تلك المسكينة ...
وتنبه «فارفان» عند ذكر اسم «النشوة اللذيذة»، بيد أن ذكرى «الخنزيرة» - رمز جنسها الذي يحمل رائحة المراحيض - والتي أثارت غريزته يوما ما، لم تبعث فيه الآن إلا القشعريرة. كان كرجل يسبح تحت الماء، يصارع طوال الوقت «ذا الوجه الملائكي» خياليا يردد على الدوام: «نجمة أخرى، نجمة أخرى!» - وما هو اسم زوجتك السابقة؟ إني أكاد أعرف كل الفتيات في دار «النشوة اللذيذة». - لن يفيد معرفة اسمها، فهي قد رحلت عن تلك الدار في نفس يوم التحاقها بها. كان لدينا وليد مات هناك وكاد ذلك يسلبها عقلها. لم يكن بالمكان المناسب لها. إنها الآن في مغسل المستشفى مع الراهبات. لم تكن لتصبح عاهرة أبدا! - ولكن أعتقد أنني أعرفها. لأنني كنت الشخص الذي حصل على تصريح الشرطة للجناز الذي أقامته السيدة «تشون» للطفل الوليد، ولكن لم يكن عندي فكرة أنه ابنك الصغير! - أما أنا فقد أصبحت معدما مفلسا. كلا، شكرا ... إذا بدأ المرء يفكر في كل ما مر به، فإن كل ما يورده هو أن يطلق ساقيه للريح وينجو بجلده. - أما أنا فإني كنت سادرا في جهلي إلى أن حاولت إحدى العاهرات أن تشي بي لدى السيد الرئيس.
وقد كان ذلك الشاب، ذو الوجه الملائكي، متورطا مع الجنرال «كاناليس». كان غارقا حتى ناصيته في حب ابنة الجنرال، التي تزوج منها فيما بعد - ولم ينفذ أوامر السيد الرئيس، كما يقولون. إني أعرف كل هذا لأن «لوسيو فاسكيز» - القطيفة - قابله في حانة تدعى «الخطوتين» قبل ساعات قليلة من فرار الجنرال.
Bog aan la aqoon