267

الزمان يتزوج بامرأة من قريش تسود قومها ( أو تكون سيدة قومها ، وأميرة عشيرتها )، ولهذا كان يقول لها : « يا خديجة سوف تتصلين برجل يكون أشرف أهل الأرض والسماء » (1).

هذه قضايا ذكرها بعض المؤرخين ، وهي منقولة ومثبتة في طائفة كبيرة من الكتب التاريخية ، وهي بمجموعها تدل على العلل الحقيقية والباطنية لرغبة خديجة في الزواج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن هذه الرغبة كانت ناشئة من اعجاب « خديجة » بأخلاق فتى قريش الأمين ، ونبله ، وطهارته ، وعظيم سجاياه وخصاله وحبها لهذه الامور ، وليس هناك أي اثر في علل هذا الزواج لامانة « محمد » وكونه أصلح من غيره لهذا السبب للقيام بتجارة « خديجة ».

كيف تمت خطبة خديجة؟

من المسلم به أن اقتراح الزواج جاء من جانب « خديجة » نفسها أولا ، حتى أن ابن هشام (2) نقل في سيرته : ان « خديجة » لما أخبرها ميسرة بما اخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له : « يا ابن عم إبي قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك [ اي شرفك ومكانتك ] في قومك ، وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك » ثم اقترحت عليه أن تتزوج به.

ويعتقد اكثر المؤرخين أن « نفيسة بنت علية » بلغت رسالة « خديجة » إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على النحو التالي :

قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ... ولو دعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة الا تجيب؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فمن هي؟

فقالت : خديجة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وكيف لي بذلك ، فقالت : علي فذهبت إلى خديجة فأخبرتها ، فأرسلت خديجة إلى رسول الله صلى

Bogga 272