جميع شعوب الأرض ويكون هذا الكون الصاخب آية وجوده.
بينما تصور فريق آخر ان « إبراهيم » كان يقصد نفي « الخالقية » عن هذه الأجرام السماوية ، لأنه من الممكن ان يخلق إله العالم كائنا كامل الوجود والصفات ثم يفوض إليه مقام الخالقية في حين أن هذين التفسيرين غير صحيحين ، بل كان هدف الخليل عليه السلام بعد التسليم بوجود اله واجب الوجود ، وتوحيده ، ووحدانية الخالق البحث في قسم آخر من التوحيد ، الا وهو التوحيد « الربوبي » ، وبالتالي اثبات أن خالق الكون هو نفسه مدبر ذلك الكون أيضا ، وعبارة « وجهت وجهي ... » أفضل شاهد على هذا النوع من التفسير.
من هنا كان التركيز الأكبر في بحث ابراهيم على مسألة « الرب » و « الربوبية » في صعيد الاجرام كالقمر والزهرة والشمس (1).
هذا واستكمالا للبحث الحاضر لابد من توضيح برهان النبي « ابراهيم » عليه السلام .
لقد استدل « ابراهيم » في جميع المراحل الثلاث بافول هذه الاجرام على أنها لا تليق بتدبير الظواهر الارضية وبخاصة الإنسان.
وهنا ينطرح سؤال : لماذا يعتبر افول هذه الاجرام شاهدا على عدم مدبريتها؟
إن هذا الموضوع يمكن بيانه بصور مختلفة ، كل واحدة منها تناسب طائفة معينة من الناس.
ان تفسير منطق « الخليل » عليه السلام واسلوبه في إبطال مدبرية الاجرام السماوية وربوبيتها بأشكال وصور مختلفة أفضل شاهد على أن للقرآن الكريم أبعادا مختلفة وأن كل بعد منها يناسب طائفة من الناس.
Bogga 127