على ما تعلم المصلحة في بعده، فاقنع بذلك عذابًا عاجلًا إن سلمت من العذاب الآجل.
والثالث: أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة من مطاعم الدنيا ولذاتها، بالإضافة إلى الحيوان البهيم؛ لأنه ينال ذلك أكثر مقدارًا مع أمن، وأنت تناله مع خوف، وقلة مقدار؛ فإذا ضوعف حظك من ذلك لجنسك، كان ذلك لاحقًا بالحيوان البهيم، من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل، وتخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب.
فإذا آثرت مع قلة الفضول الفضول١، عدت على ما علمت بالإزراء، فشنت علمك٢، ودللت على اختلاط رأيك٣.
_________
١ آثرت مع قلة الفضول الفضول: أي آثرت الاجتهاد في طلب المكاسب مع علمك بأن حظك منه قليل" ... إلخ.
٢ شنت علمك: أفسدته.
٣ اختلاط رأيك: فساده.
١٧- فصل: أحوال الناس مع المحظورات ٤٧- تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها، فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر، لولا تلوح١ معنًى: وهو أن الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون: ١- فمنهم جاهل بالمحظور أنه محظور، فهذا له نوع عذر. ومنهم من يظن المحظور مكروهًا لا محرمًا، فهذا قريب من الأول، وربما دخل في هذا القسم آدم ﷺ. ٢- ومنهم من يتناول فيغلط، كما يقال: إن آدم ﵊ نهي عن شجرةٍ بعينها، فأكل من جنسها لا من عينها! ٣- ومنهم من يعلم التحريم، غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك، فشغله ما رأى عما يعلم. _________ ١ تلوح: ظهور وبدو.
١٧- فصل: أحوال الناس مع المحظورات ٤٧- تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها، فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر، لولا تلوح١ معنًى: وهو أن الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون: ١- فمنهم جاهل بالمحظور أنه محظور، فهذا له نوع عذر. ومنهم من يظن المحظور مكروهًا لا محرمًا، فهذا قريب من الأول، وربما دخل في هذا القسم آدم ﷺ. ٢- ومنهم من يتناول فيغلط، كما يقال: إن آدم ﵊ نهي عن شجرةٍ بعينها، فأكل من جنسها لا من عينها! ٣- ومنهم من يعلم التحريم، غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك، فشغله ما رأى عما يعلم. _________ ١ تلوح: ظهور وبدو.
1 / 37