============================================================
عمار البدليسي الإرادة بالدخول (212) في الزاوية كالدخول في الحافرة(1). وقاسوا شدة تصفية الوجود، لحصول انوار الشهود. وفي حقهم قيل : "إن لريكم في ايام 3 دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها"(2). ولأجلها اختاروا الممات، عن الرسوم والعادات، وانفردوا بصدق الارادات، تصحيحا للعبودية والمعاملات.
فصل - 12: في الوحدة والخلوة فعلى الحقيقة: من ذاق لذة أنس الوحدة، عرف أن المتفرد لأجل الحق، كالميت عن الخلق. وإنما اختاروها، لأنهم صادفوها دواء لعلل النفوس، وأنفع احتماء في المحسوس. وكيف لا يكون كذلك، وهو دأب الأولياء، وقد كان قبلهم من سنن الأنبياء؟ وقد اشتهر عن النبي، ، أنه تخلى في غار حراء. وكان في بدء الأمر قد حبب إليه الخلاء، وظهر عليه 12 تأثير الذكر، حتى قال العرب: إن محمدا عشق ربه.
وأول الأمر خلوة، ثم آخرها جلوة. وقد يكون للمجذوب جلوة ثم خلوة، ومشاهدة ثم مجاهدة. وقاعدة السلوك: في الأول خلوة ثم جلوة، 15 ومجاهدة ثم مشاهدة فالخلوة صوم القلب، وفطوره الجلوة. وكما في صوم الجسد يحصل للجسد ضعف وجوع، فمن صوم القلب يحصل للقلب حزن وانكسار. وكما أن إفطار صوم الجسد محال إلى الطعام، كذلك إفطار فصار إفطار القلب الحزين على فطور الأنس، وإفطار القلب المنكسر على
Bogga 30