============================================================
صوم القلب اللسان، فشرطه استقامة القلب، وإذا استقام القلب، فشرطه استقامة الإيمان. وإذا استقام الإيمان، فشرطه استقامة جميع الأركان. واذا استقام الأجزاء والأركان، فشرطه استقامة الطبع والإسلام والعقل والإيمان. كما 3 ورد في الخبر: "إن في جسد ابن آدم مضغة، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، ألا وهي القلب"(1).
وباب الاستقامة: اللسان. ومحل الاستقامة: القلب. وشرط6 الاستقامة: حصول حقيقة الإيمان، ومعناه: اليقين.
فصل -11: في أن الكلام مع عدم الاستقامة حرام ك فإذا كان اللسان بحكم القلب، والقلب بحكم الرب، فقد استقام 9 القلب واللسان والإيمان. فعند ذلك يجوز له التكلم على الناس. ومعنى اليقين: المعرفة . وحاصل الأمر أن التصدي للكلام مع عدم الاستقامة حرام ووبال على المتكلم، وحاصله محال. إذ لا يصلح لمرتبة التكلم على الناس 12 إلا عالم مستعمل لعلمه، أو عارف ينطق عن حقيقة حاله، أو رجل قائم لله بلا سبب، أو مريد زال عنه الطمع. فهؤلاء من (2) أهل تصفية القلوب، والمجتنين لثمرات أسرار الغيوب، بعد أن هذبوا النفوس، وأدبوا الجوارح، 15 وصاموا عن الدنيا وما فيها. فكان فطورهم على وجدان اللذات، من آسرار المعاملات، وصفاء الأوقات.
وهذا الصوم بموجب الأعمال. فلعلو هممهم، وصفاء قلوبهم، عرفوا 18 أن الصوم بموجب الأحوال أزكى عند الله، وأرفع عنده. فاختاره موت
Bogga 29