============================================================
صوم القلب بالحقوق قائما وعن الحظوظ فانيا إلا بعد انعدام تصرف البشرية، وحصول التصرف جميعا في القلب للربوبية. وعلامة ذلك أن يكون القلب في المملكة. والتفس في الخدمة، راضية مطمئنة. فهناك الشرع والعقل 3 والحقيقة من حجاب القلب، والغيب حاكمه، وعند النهاية محكومه، ومقعد الصدق مقره، والمليك المقتدر سبحانه جليسه وأنيسه.
قصل ل: في الصمت وثمرته فمن عز له أن يصل إلى هذا الصوم، فليجتهد في التحفظ من الاثام، وترك اكل الحرام، والفرار من جميع الأنام، بالتوجه في أداء حقوق عبادة الملك العلام، بجمع هم(1)، وفراغ قلب، وتوحد خاطر، وصحة (9 ب) ق صد، وحسن نية وطوية. ثم يلزم السكوت ويسكن قعر البيت. ويجتهد في استقامة اللسان- ولا يستقيم إلا بالصمت، ولا يصمت إلا بالتكلف والمجاهدة. فإذا داوم على ذلك، ربما ذاق ثمرة الصمت. فبذلك يأخذ بالاستقامة: وهو آن يصير الصمت اختيارا له، محبوبا عنده، عزيزا عليه، لا يسشمح بنفس أو كلمة ولو في حق. خاف على نفسه من لسانه الجاري، كما يخاف من عدؤه السبع الضاري وللصمت فائدة عظيمة. وفيه منفعة جسيمة. ولهذا قال، عليه السلام: "الصمت حكم، وقليل فاعله"، معناه، والله أعلم: لو فعله واختاره (2) كل الخلق، لاعتدلوا واستقاموا. لأن الصمت الدائم يصفو (3) اللسان، ويستقيم 18 به الإنسان. وفيه معنى آخر: بالصمت حكم، أي: مقؤم وحكم في تقويم
Bogga 23