وقال بعض الحفاظ في زمن أبي عبد الله بن منده،حدثنا أبو الحسن حامد بن حماد بن المبارك السر من رائي بنصبيين، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار بن محمد النصيبي، حدثنا عامر بن سيار بمصر، حدثنا حفص بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي» .
هكذا رواه بهذا اللفظ وقال: وقد روى هذا الخبر عن حفص بن سليمان محمد بن بكار وسعيد بن منصور، وقد ذكرناه بأسانيده في الكتاب الكبير، وقد رواه أيضًا حفص بن سليمان عن كثير من شظير عن ليس، ثم ذكره كما تقدم من رواية أبي يعلي الموصلي.
وقال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي: أخبرنا أبو الفضل الحافظ عن أبي علي الفقه قال: أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا القاسم بن الحسن، حدثنا الحسن بن الطيب حدثنا علي بن حجر، حدثنا حفص بن سليمان، عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله ﷺ: «من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي وصبحتي» . هكذا رواه بهذه الزيادة وقد تقدمت من وجه آخر.
والحديث من أصله ليس بصحيح، وهذه الزيادة فيه منكرة جدًا وقال البخاري في (كتاب الضعفاء) (١) له: حفص بنت سليمان الأسدي أبو عمر القاري عن علقمة بن مرشد وعاصم تركوه وهو ابن أبي داود الكوفي، ثم قال ابن أبي القاضي حدثنا سعيد بن منصور،حدثنا حفص بن سليمان، عن ليث،عن مجاهد، عن ابن عمر قال:قال رسول الله ﷺ: «من حج وزارني بعد موتي كان كمن زارني في حياتي» هكذا ذكره البخاري تعليقًا في مناكير حفص.
وقال في كتاب التاريخ (٢): حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ تركوه وهو حفص بن أبي داود، وقال ابن أبي حاتم في كتاب (الجرح والتعديل) (٣) حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر المقري، وهو البزاز، وهو ابن أبي داود صاحب عاصم في القراءات سمعت أبي يقول ذلك؛ ثم قال: سئل أبو زرعة عن حفص بن أبي داود فقال: هو حفص بن سليمان وهو ضعيف الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد في كتاب (الكنى): أبو
_________
(١) تقدمت الترجمة ص ٦٣ حاشية (١)
(٢) انظر التاريخ الكبير للبخاري ٢/٣٦٣.
(٣) تقدم برقم صفحة ٦٣ حاشية (٤) .
1 / 70