وكان الفناء مظلما مهجورا كما ألفياه من قبل. ولكن الباب الخارجي كان مفتوحا وتأدى إليهما من البيت وقع أقدام مسرعة وصوت أدراج تفتح وتقفل فقالت سينا: «لقد عادت أولجا.»
وسألت دوبوفا من البيت: «سينا! أهذا أنت؟»
وكان في نبرة صوتها ما يشعر بوقوع أمر سيئ وبرزت إلى الباب مضطربة حائلة اللون، وقالت وأنفاسها منبهرة: «أين كنت؟ لقد كنت أبحث عنك. إن سمينوف يموت!»
فصاحت سينا فزعة: «ماذا تقولين؟»
أجابت: «نعم يموت. فقد انفجر أحد أوعية الدم. ويقول أناتول بافلوفتش إنه مقضي عليه وقد حملوه إلى المستشفى. وكان كل ذلك بسرعة مرعبة فقد كنا في بيت راتوف نشرب الشاي وكان المسكين جذلا يجادل نوفيكوف في كل مسألة. ثم أخذه السعال فجأة فنهض وتطرح ونفث الدم على كساء المائدة وفي طبق المربى ... والدم أسود سائل.»
فسألها يوري باهتمام ساهم: «وهل هو يعرف ذلك؟»
وذكر الليلة القمراء والظل الحالك والصوت الضعيف المتقطع يقول له: «ستكون حيا وتمر بقبري وتقف عليه وأنا ...»
فقالت دوبوفا وعلى يديها حركة عصبية: «نعم يظهر أنه يعرف، فقد دارت بنا عينه وسألنا: «ما هذا؟» ثم أخذته الرعدة من فرعه إلى قدمه وقال: «أوقد قضي الأمر؟» أليس هذا فظيعا؟»
فقال يوري: «هذا أهول مما يطاق!» وصمتوا جميعا.
وكان الظلام الآن حالكا. ومع أن السماء صافية فقد توهموا فيها الكآبة والحزن.
Bog aan la aqoon