فحارت ماريا إيفانوفنا ولم تدر أترتاح إلى ما سمعت أم تمتعض وتغضب وقالت وهي مكتئبة: «إني لأنظر إليك وأذكر أنك في طفولتك كنت دائما غريب الحال والآن ...»
فقاطعها سانين جدلا: «والآن؟» كأنما توقع أن يسمع شيئا ليس أمتع منه ولا أبعث على السرور.
فقالت بحدة وهزت ملعقتها: «والآن أراك أشد جنونا منك في أي عهد!»
فضحك سانين وقال «هذا خير!» ثم بعد هنيهة «هذا نوفيكوف.»
وأقبل رجل طويل وسيم الصورة ينسجم على قوامه المعتدل قميص من الحرير أحمر يتوهج في ضوء الشمس وفي عينيه الزرقاوين نظرة فاترة واشية بسذاجته وخلوص سريرته. وقال بصوت الودود: «هذا أنتم! - أبدا في خصام! وبالله عليكم فيم تختصمون؟» - «حقيقة الأمر هي أن أمي ترى أن الأنف الإغريقي أليق بي وأنسب، ولكني راض أتم الرضى عن أنفي الذي في وجهي.»
ونظر سانين إلى أنفه وضحك ثم مد يده إلى يمنى صاحبة الكبيرة الغضة.
فقالت ماريا إيفانوفنا: «كذلك أحسبني أقول!»
وضحك نوفيكوف، وارتد إليهم من جانب الحديقة صدى رقيق كأنما هناك من يشاطرهم جذبهم ومرحهم. «أظني أحزر ما أنتما فيه، إنكما من مستقبلك في لجاجة.»
فصاح به سانين ذاهبا إلى المداعبة ومتكلفا الفزع: «وأنت أيضا؟» - «إنك تستحق هذا عدلا!» - «إذا اتفقتما علي فخير لي أن أنصرف عنكما.»
فصاحت به ماريا إيفانوفنا وقد هاجت بغتة وغاظها أنها هاجت: «كلا! أنا التي أزايلكما.» واحتملت قدر المربي وأسرعت إلى البيت ولم تتلفت. ووثب الكلب ونصب أذنيه وهو يراقبها ثم حك أنفه بيمينه ورمى البيت بنظرة المستفسر ثم عدا إلى الحديقة.
Bog aan la aqoon