وأستشهد بهذا البيت في النحو على زيادة كان في لفظ المضارع , وهو من باب التفاؤل الحسن , كقول بعض نساء العرب أيضا , تخاطب ولدها (6): [من مجزوء الرجز] قم قائما قم قائما ... صادفت عبدا نائما
وعشراء رائما ... [وأمة مراغما (1)]
وقول الآخر (2): [من الطويل]
ووادكما الخنساء قفرا قطعته ... ولكن به عينان تجري على صخر
استطراد:
والخنساء هذه صحابية , وهي بنت عمرو بن الشريد بن رباح بن يقظة (3) بن عصية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة (4) بن سليم , قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومها من بني سليم , فأسلمت معهم , فذكروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستنشدها , ويعجبه شعرها , وكانت تنشد , وهو يقول: هيه يا خناس , ويومىء بيده - صلى الله عليه وسلم - , قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين والثلاثة حتى قتل أخواها: معاوية بن عمرو , وهو أخوها لأبيها وأمها قتله هاشم وزيد المريان , وصخر أخوها لأبيها , وكان أحبهما إليها , لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة , وكان غزا بني أسد , فطعنه أبو ثور الأسدي , فمرض قريبا من حول ثم مات [60و] فلما قتل أخوها , أكثرت من قول الشعر , فمن قولها في صخر أخيها (5): [من المتقارب]
أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندا
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد عظيم الرماد ... ساد عشيرته أمردا
ومن قولها أيضا في صخر أخيها (6): ... [من البسيط]
Bogga 208