حديث الثقلين وخبر السفينة
قد سمعت كلام الجلال أنها متواترة، وهو الحق ولا سيما حديث الثقلين كما لايخفى، فما هو المعنى الذي قصده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الثقلين ونحوه ؟
المعنى الذي قصده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هو: إرشاد أمته صلى الله عليه وآله وسلم إلى دين الحق وطريق الصدق الذي لايضل سالكها، وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم على علم بما سيحدث بعد موته من الفتن والشقاق والتنازع والخلاف، فحذره صلى الله عليه وآله وسلم من الفتن والخلاف والشقاق، ونزلت في ذلك الآيات.
فمن هنا أوضح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأمته أهل الحق حتى لايلتبس على الأمة دينها إذا حصلت الفتن وتفرقت في دينها ومذاهبها.
وحديث الثقلين واضح المعنى لايحتاج فهمه لأكثر من قراءته، والظاهر من كلام الأئمة الأولين أن المراد بالعترة في حديث الثقلين ونحوه السابقون كأمير المؤمنين والحسنين، وعلي بن الحسين، وزيد بن علي، ومحمد بن عبدالله، والقاسم، والهادي، وأشباههم من العترة عليهم السلام، ولا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
ففي كل عصر سابق بإذن الله هو حجة الله على عباده، وهو المقصود بالرجوع إليه في حديث الثقلين، فمن خالفه فقد ضل وهلك وسواء كان المخالف من العترة أم لا، فهو صاحب الهدى والحق وجماعته جماعة الهدى والحق.
Bogga 1