Safwat Casr
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Noocyada
وكان لوالده صديق يعرف بجربجي براوسطة فشفق على الغلام، وجاء به إليه وعني بتربيته مع أولاده. غير أن ذلك لم ينسه حاله من اليتم فكان يشعر بالذل وضعف النفس. ويروى عنه بعد أن ارتقى ذروة المجد واعتلى منصة الأحكام أنه كان يحدث أخصاءه عما قاساه في طفولته من الذل.
ساكن الجنات المغفور له محمد علي باشا الكبير منشئ مصر الحديثة ومؤسس العائلة المالكة.
قلنا: إنه ربي في طفولته ببيت جربجي براوسطة، وتعلم في صغره ما يتعلمه أبناء تلك البلاد من ألعاب السيف والجريد والحكم وما شاكل، فنبغ فيها حتى إذا بلغ أشده انتظم في سلك الجهادية تحت إدارة مربيه، فأظهر في جباية الضرائب مهارة وبسالة عجيبتين، فرقاه إلى رتبة بلوك باشي وزوجه إحدى ذوات قرابته وكانت مطلقة ولها مال وعقار فترك الجهادية وتعاطى التجارة وعلى الخصوص في صنف التبغ؛ لأنه أكثر أصناف التجارة في بلاده.
ساكن الجنات المغفور له محمد علي باشا الكبير.
وقد برع في تلك التجارة حتى اكتسب شهرة واسعة وثقة عظمى لدى عملائه، وكان قد ذاق لذة التجارة وأحبها منذ كان يتردد على شخص اسمه «ليون» أحد صغار التجار «ويقال: إنه كان وكيلا لإحدى المحال التجارية بمرسيلية مسقط رأسه»؛ ولذلك رأيناه بعد أن تولى مصر يوجه انتباهه بنوع خاص لتنشيط التجارة.
نابليون بونابرت إمبراطور فرنسا.
وما زال يتعاطى التجارة إلى سنة 1801 حينما عزم الباب العالي على إخراج الفرنساويين من مصر بمساعدة إنجلترا. وكان الفرنساويون قد جاءوا مصر تحت قيادة نابليون بونابرت سنة 1798، فحاربوا الأمراء المماليك ودخلوها عنوة، وأقاموا فيها ثلاث سنوات والحكومة العثمانية تبعث إليهم الجنود ، وتحاربهم تارة وحدها وطورا بمساعدة إنجلترا، وهم قائمون بين إقدام وإحجام إلى سنة 1801م، فبعثت الحكومة العثمانية إليهم عمارة قوية تحت قيادة قبطان باشا وفيها قوات إنجليزية، وبعثت الصدر الأعظم في حملة من جهة البر.
ارتقاؤه منصة الأحكام
وكان محمد علي في جملة القوة البحرية، وقد تجند فيها في جملة من تجند في برواسطة بصفة معاون لعلي أغا ابن مربيه على ثلاثمائة جندي ألباني «أرناءوط».
فجاءت العمارة إلى أبي قير وكانت الغلبة هناك للفرنساويين، ثم عاد علي أغا إلى بلاده تاركا رجاله تحت قيادة محمد علي، وكان هذا قد ترقى إلى رتبة بيكباشي.
Bog aan la aqoon