292

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Noocyada

عالي الهمة، كبير النفس، ذكي الفؤاد، قوي الحافظة، شديد العارضة، دمث الأخلاق، ضاحك السن وله أياد بيضاء ومآثر غراء في مواساة المرضى وتخفيف آلام البؤساء، وإنه والحق يقال مثال النجابة والأدب والذكاء والدأب على العمل، فضلا عن أنه مملوء بالعواطف السامية الشريفة والخصال النبيلة.

أدامه الله وأبقاه لمصر العزيزة التي نكل به من أجلها، وتحمل عذاب الاعتقال في سبيلها، وأكثر من أمثاله العاملين على رفع لواء مجدها.

ترجمة حضرة الوطني الغيور الحسيب النسيب والرياضي الشهير السيد محمد بك تهامي

خشبه

كلمة للمؤرخ

قد يغتبط صدر المؤرخ سرورا، ويبتهج حبورا؛ إذا هو دون لأصحاب الفضل الحقيقي أعمالهم، وأثبت لأبناء الأجيال المقبلة نبلاء القرن العشرين وما كانوا عليه من علم وفضل وذكاء ومقدرة وكفاءة؛ ليحذوا حذوهم ويقتدوا بسمو أعمالهم وكبير مجهوداتهم فيرفعون شأن بلادهم.

حضرة الوطني الغيور الحسيب النسيب والرياضي الشهير السيد محمد بك تهامي خشبه من وجهاء بندر أسيوط والعضو بمجلس النواب المنحل عن دائرة بني رافع مركز منفلوط.

فمن هؤلاء النبلاء العاملين الذين ضحوا في سبيل المنفعة العامة الثمين من مالهم وصحتهم وزهرة حياتهم، ولهم مواقف شريفة وشهامة عالية؛ حضرة صاحب هذه الترجمة الحسيب النسيب السيد محمد بك تهامي خشبه من كبار وجهاء بندر أسيوط، وأحد أفراد أسرة خشبه الشهيرة بالمجد الأثيل والجاه العريض، فهذا الشهم رغم كثرة ثروته وشهرة عائلته أبى إلا العمل لخير بلاده، وفائدة مواطنيه وفضل الجهاد في ميدان الحياة عن زخرف الدنيا وأباطيلها، فشمر عن ساعد الجد وأتى من ضروب الإصلاح، وجليل المشاريع والمقدرة والكفاءة ما دل على نبوغ فطري وذكاء نادر.

مولده ونشأته

ولد حضرة المترجم له في بندر أسيوط عام 1888م من أبوين شريفين كريمين، اشتهرا بالصلاح والتقوى وهو ابن المرحوم السيد محمد بك خشبه بن المرحوم السيد محمد بك علي خشبه، سر تجار أسيوط، فغذياه بلبان العلوم وأرضعاه لبان الأدب الصحيح، فنشأ بطبيعته ميالا إلى العلوم وجنى المعارف، وقد تجلت مواهبه السامية منذ كان صبيا، مما دعا والده إلى مضاعفة الاهتمام بأمره في هذا الباب، فما كاد يلتحق بالمدارس حتى ضرب فيها بسهم من الذكاء والاجتهاد، وجعله دائما في طليعة فرقته وطفق يتفوق ويتدرج يانعا حتى إذا ما نال الشهادة الثانوية، وهو في الثامنة عشر ربيعا آنس في نفسه ميلا خاصا إلى العلوم الرياضية، فالتحق بمدرسة الهندسة السلطانية (الملكية الآن)، فحذق فيها، ولو لم يعقه المرض قبل الامتحان النهائي لفاق الناجحين عموما، ولكنه مع ذلك كان الثاني في شهادة الهندسة العليا وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين.

Bog aan la aqoon