Safwat Casr
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Noocyada
تلقى علومه الأولية بمدرسة الأقباط الكبرى بالدرب الواسع، وانتقل منها إلى مدرسة عابدين الأميرية وفيها تجلت مواهبه السامية من ذكاء ونشاط ونجابة حتى أدهش أساتذته بهذا النبوغ الفطري، وبعد أن أتم علومه الابتدائية، وحصل على شهادتها عام 1913م دخل المدرسة التوفيقية بشبرا، ومكث بها مدة الثلاث سنوات المقررة، وفي السنة الأخيرة منها كان قد تقرر تقسيم الفصول النهائية بالقسم الثانوي إلى أدبي وعلمي، فرغب الدخول بالقسم الأدبي، وأخذ يرتشف العلوم بكل جد ونشاط وعزيمة لا تعرف الملل حتى فاز منها بالحصول على شهادتها الثانوية، ومن ثم دخل مدرسة الحقوق الملكية فامتاز بين أقرانه الطلبة بالذكاء الحاد والاستقامة المتناهية، وحصل على دبلوم الحقوق في مايو سنة 1910م بتفوق عظيم.
ولشدة ولعه بالأعمال الحرة افتتح له مكتبا للمحاماة فنبغ في هذه المهنة الشريفة نبوغا عظيما، فأصبح في مقدمة نوابغ المحامين، ويمتاز بتأثيره في الدفاع وبحسن معاملته ووداعته، وحلمه وهو مقرر أمام محكمة الاستئناف العليا.
جهاده السياسي
كان حضرة صاحب الترجمة أول المتتبعين لحركة البلاد السياسية، وطالما جاهر بآرائه في طريق النشر في أمهات الجرائد اليومية وكم أبدى من تصريحات سياسية هامة فيما يختص بالحركة الوطنية، وكم له من مقالات رنانة في المواضيع العامة تدل جميعها على صراحة تامة ومبدأ قويم.
انتخب عضوا لمجلس إدارة الحزب الديموقراطي المصري المرة، ولكنه استقال منه سنة 1921م نظرا للخطة التي اتبعها هذا الحزب إزاء السياسة العامة في البلاد.
وانضم إلى العاملين في الحركة الوطنية من أواخر سنة 1918م، واشتغل بمنتهى الإخلاص في جميع الأدوار العمومية المتعلقة بسياسة البلاد، وظل مستمرا على الجهاد بإخلاص عظيم تحت لواء زعيم الأمة حضرة صاحب الدولة سعد زغلول باشا، وخدمة الوفد المصري حتى انتخب عضوا فيه بعد اعتقال أعضاء الوفد في شهر أغسطس سنة 1922، وقد اعتقل بسبب مواقفه السياسية في الوفد في مارس سنة 1923، ثم أفرج عنه بعده واعتقل ثانية في شهر مايو سنة 1923.
وقد تجلت شجاعته الأدبية ومبدئه الراسخ في هذه الظروف العصبية، ولم تكن هذه الأهوال المتوالية لتزحزحه قيد شعرة عن عزيمته الماضية، بل بالعكس زادته رسوخا وثباتا، الأمر الذي أوجب إطراء دولة الزعيم الجليل له على شجاعته الأدبية في أشد المواقف خطرا.
وقد انتخب نائبا في مجلس النواب المنحل في دوريه الأول والثاني عن دائرة النعناعية بمديرية المنوفية.
أعماله الجليلة في المحاماة
انتخب عضوا في مجلس نقابة المحامين في ديسمبر سنة 1922، وله في هذا المجلس أراء صائبة واقتراحات سديدة ومواقف مشهورة دلت جميعها على علو كعبه في العلوم القانونية، والكفاءة الشخصية وهو محترم جدا في نظر حضرات زملائه المحامين للصفات السامية التي تجمل بها، وقد اشتهر بطهارة الذمة في مهنته؛ ولأنه من المحامين الذين يدرسون القضايا درسا دقيقا من كل وجوهها؛ ليقفوا على كل كبيرة وصغيرة فيها، ويكون لهم من وراء هذا الوقوف حسن الدفاع، وخدمة أربابها بالذمة والأمانة والنزاهة، وهذا هو السبب الوحيد الذي أكسبه هذه الشهرة الفائقة والوثوق التام.
Bog aan la aqoon