178

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Noocyada

صفاته وأخلاقه

كان رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه حميد السيرة نقي السريرة على جانب عظيم من الصلاح والتقوى، مؤديا حقوق الله تعالى كما يجب على كل مؤمن، كريم الطباع دمث الأخلاق رغم شخصيته الحربية، برا بالفقراء مواسيا للبؤساء، شديد البطش وقت حومة الميدان. تغمده الرحمن بواسع رحمته، وأكثر من أمثاله الأبطال الشجعان بين رجال مصر لرفع لواء مجدها وإسعادها.

وقد كان الفقيد معروفا «بأبي شنب فضة»، وذلك لمناسبة اصفرار شاربيه ومقاربة لونه مع تلويح الشمس إلى لون الفضة. وما زال هذا النعت معروفا لدى سكان القاهرة إلى يومنا هذا.

ترجمة حضرة صاحب العزة أحمد إحسان بك

كلمة المؤرخ

يكفيه فخرا ورفعة أن يكون نجلا لذاك البطل العظيم والقائد الحكيم المرحوم الفريق راشد حسني باشا، ويكفي القارئ الكريم للإدلال على سمو أخلاقه أن يكون والده ومربيه، والغارس في نفسه بذور الجد والإقدام والشهامة ولا غرابة ولا عجب أن يكون هذا الشبل من ذاك الأسد، فقد شب هذا الشهم على منوال المرحوم والده في الأدب والكمال والاستقامة، ولم تغره تلك الأموال الموروثة له عن والديه الكريمين، فتنزل به إلى طرق باب الفساد، بل بالعكس زادته تمسكا بأهداب الأدب الصحيح والاستقامة التامة.

مولده ومنشأة

ولد حضرة صاحب الترجمة عام 1888 وتربى في أحضان والديه الفاضلين، فاغترف منهما كئوس الأدب والفضل والجد والميل للعمل والبعد عن اللعب واللهو، فشب متطبعا بهذه الصفات العالية والخصال النادرة، ودخل المدارس وقلبه يطفح سرورا وغبطة فرضع لبان علومها، وكان فيها مثال الذكاء والجد ومضرب المثل بين أقرانه محبوبا لدى جميع عارفي وداعته وأدبه وكرم أخلاقه.

ولما أن تولى حضرة صاحب الجلالة مولانا المليك المعظم فؤاد الأول ملك مصر 1917م، قربه إليه وعينه تشريفاتيا لجلالته لما عرف فيه من الإخلاص للسدة الملكية الكريمة، وأنعم عليه عقب تعيينه بالبكوية من الدرجة الثانية، وأنعم عليه أيضا بنشان النيل الرابع في 3 محرم سنة 1337، ونشان إسماعيل الرابع في 5 ربيع الأول سنة 1342ه، كما أنعم عليه بنشان شيرخورشيد من الدرجة الرابعة من دولة العجم.

حضرة صاحب العزة المفضال أحمد إحسان بك التشريفاتي الأول لجلالة الملك فؤاد والنجل الوحيد للمغفور له الفريق راشد حسني باشا.

Bog aan la aqoon