قال عمر بن عبد العزيز ﵀ لرجل: عظني، فقال: لا أصلح لذلك يا أمير المؤمنين، قال: لم؟ قال: لأني جلست لأصلي في المسجد، وكان إلى أحد جنبي غني، وإلى الآخر فقير، فجعلت أميل على الفقير، وأوسع على الغني.
روى أحمد بن حنبل ﵀ بإسناده، [٨] عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "في البطيخ عشرة خصال: هو طعام وشراب، وهو ريحان، وهو يغسل المثانة ويغسل البطن، وهو يكثر الماء للظهر، ويكثر الجماع، ويقطع الأمردة وينقي البشرة".
قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: إنما كانت دعوة المظلوم مستجابة، لأن المظلوم يقول: يا رب أعطني حقي، والله سبحانه لا يمنع ذا حق حقه، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵇: الراحة للرجال غفلة، وللنساء غلمة، وقال بزرجمهر: إن يكن الشغل مجهدة فالفراغ مفسدة. للمعنى شعر: [الطويل]
منَ النَّاس منْ لوْ يستشركَ فتجدْ ... لهْ الرأيَ يستغششكَ ما لم تتابعهُ
فلا تمنحنَّ الرَّأيَ منْ ليسَ أهلهُ ... فلا أنتَ محمودٌ ولا النّصحُ نافعهُ
قال أمير المؤمنين علي ﵇: لكميل بن زيادة، يا كميل قل لقومك يسروا في المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، ف، والذي نفسي بيده، ما من عبد أدخل على قلب مؤمن سرورًا، إلا خلق الله من ذلك السرور نورًا، فإذا نزلت به نازلة ابتدر إليها فطردها عنه، كما تطرد غريبة الإبل.
وقع بين المازني وبين أخ له جفوة، فغاب عنه أيامًا، ثم جاء المازني وعند الرجل جماعة، فدق عليه الباب، فقال: أحسن الأشياء إن خفت من الإخوان جفوة طرحك للحشة عنهم، وشجى من غيره دعوة، التدلل في الطاعة خير من التعزز في المعصية.
كتب رجل إلى صديق له في ظهر شعر: [البسيط]
العذرُ في الظَّهر عندَ الحرِّ منبسطٌ ... إذا رأى سطواتِ الدَّهر بالنِّعمِ
وما أضنُّ بوجهي لوْ جرى قلمي عليهِ ... عنكَ، ولو أنَّ المدادَ دمي
يقال: عن التدبير مع الكفاف خير من الغنى مع الإسراف، كلم أعرابي خلد بن عبد الله، فخلط في كلامه، فلما أحس من نفسه بذلك، قال: لا تلمني أيها الأمير فإن معي ذل الاحتياج ومعك عز الاستغناء عني.
كان لعدي بن حاتم وليم، جمع فيها العرب، فقال لابن له حدث السن: قم بالباب، فامنع من لا تعرف، وائذن لمن تعرف، فقال: لا والله يا أبت لا يكون أول شيء وليته منع قوم من الطعام.
قال عمر بنى الخطاب رضي لله عنه: إذا توجه أحدكم في حاجة ثلاث مرات، فلم يصب خيرًا فليدعها، ويقال: أحسن ما عوشر [٩] به الملوك البشاشة، وتخفيف المؤونة، قال الجنيد ﵀: إنما تطلب الدنيا لثلاثة أشياء: للغنى، والعز، والراحة، فمن زهد فيها عز، ومن قنع استغنى، ومن قل فيها سعيه استراح، قال عبد الملك بن مروان: خمس يقبحن من خمسة، ضيق ذرع الملوك، وسرعة غضب العلماء، وفحش النساء، ومرض الأطباء، وكذب القضاة.
أنشدنا شيخنا السعيد ناصح الإسلام أبو الخطاب محفوظ بن أحمد ﵀ للصابي: [الطويل]
وللسِّرِّ عندي فيما بينْ جنبيَّ مكمنٌ ... قصيٌّ عصيٌّ عنْ مدارجِ أنفاسي
أضنُّ بهِ ضنّي بموضعِ حفظهِ ... فأخفيهِ عن إحساسِ غيري وإحساسيْ
فيصبحُ كالمعدومِ لا مهتدي لهُ ... يقينٌ، ولم يخطرْ لخلقٍ منَ النَّاس
كأنِّي منْ فرطِ احتياطي أضعتهُ ... فبعضي لهُ ذاعٍ وبعضيْ لهُ ناسي
قال الجاحظ: حدثني يحيى بن خاقان، قال: مررت في بعض دروب بغداد، فاحتجت إلى المستراح، وضقت ذرعًا لحاجتي إليه، فقلت لبعض الغلمان، أطلب لي موضعًا، فاستفتح بابًا ففتح لنا، ودخلت إلى دار حسنة التقدير، والبناء، وخرجت إلي جارية ظريفة حسنة طنجة.
فأدخلتني مستراحًا لطيفًا نظيفًا، وناولتني ماء في إبريق لطيف الصنعة، فلما خرجت ناولتني منديلًا وجاءت بطشت وإبريق، فتهيأت للصلاة، ثم أتتني بمرآة ومشط فلما فرغت وقمت للخروج، جعلت أشكرهم على جميلهم شكر من أولى معروفًا، فضحكت الجارية ضحكًا قهقهت فيه، فقلت مم تضحكين يا جارية؟ قالت: يا سيدي هذا الدعاء كله لأنك خريت عندنا، فلو تغديت أي شيء كنت تعمل؟ فضحكت، حتى كدت أن أسقط، وأعجبني ما كان، فدفعت فيها مالًا، فلم تبع ابن المعتز: [الكامل]
1 / 5