119

Safar Sacada

سفر السعادة للفيروزابادي

Baare

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

Daabacaha

مركز الكتاب للنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

وأما صدقة التطوع فإنه كان يحبها حبا شديدا، وكان يسر بأدائها، أشد من سرور الفقير بأخذها، وكان لا يستكثر ما يصرفه في طريق الحق، بل يحسبه قليلا وما سأله أحد شيئا حاضرا إلا أجابه، ولم يعده كثيرا قل أو جل. وكان يعطى عطاء من لا يخاف الفقر، ولا يبالى بالعدم، وإذا رأى محتاجا أثره بطعامه وشرابه، وكان يتنوع في العطاء والصدقة، فحينا يهب وحينا يتصدق، وحينا يهدى، وحينا يشترى شيئا، ويدفع ثمنه، ثم يهبه لبائعه، وحينا كان يقترض، ويؤدى أكثر من المبلغ، وحينا كان يشترها شيئا، ويؤدى أكثر من الثمن، وحينا كان يقبل الهدية وينعم بأضعافها، وكان الغرض من إيصال أنواع الإحسان إلى الخلق، مهما أمكن، وكان يأمر الناس بالصدقة، ويحرص عليها، وكان يدعو إلى السماحة والسخاوة بحاله ومقاله، بحيث أن البخيل الشحيح، إذا رآه أثر فيه وتخلق بالكرم، والبذل، وكل من خالطه وصاحبه، لم يكد يملك نفسه، حتى يغلبه الإحسان، والبذل، ولهذا لم يزل منشرح القلب، طيب النفس، منبسط الخاطر ﷺ.

1 / 122