فصل [في الهجرة]
وتجب الهجرة من دار تظاهر أهلها بالعصيان من غير نكير إلى خلي عن ذلك، وسواء كانت دار كفر أو فسق.
والدليل على ذلك قوله تعالى: ?إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا?[النساء: 97]، ولم يفصل بين دار الكفر، ودار الفسق. فالسبب العصيان، وفي قوله: ?فيم كنتم? من التوبيخ لهم بأنهم لم يكونوا على شيء من الدين لاستطاعتهم الهجرة، ولم يهاجروا مالا يخفى. وقول الملائكة لهم: ?ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها? تبكيت لهم عظيم.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها )).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو )) وقد عذر الله المستضعفين من الرجال والنساء والولدان كالفقراء وأهل العجز، ومن لا يجد من يدله على الطريق.
Bogga 72