إنصاف
إنها تود الانصراف، فقلت لها إني سأذهب بها إلى منزلها. ذهبت إلى حجرتي فأخذت معطفي، وعندما عدت إلى الصالة وجدت زوجة أخي تزيل الآثار التي خلفها أخي. صحبت
إنصاف
إلى الخارج وأمسكت بيدها أساعدها على هبوط السلم. هبطت بصعوبة شديدة كعادتها. ووقفنا في الطريق ننتظر تاكسيا. كان منزلها قريبا لكن المشي كان عسيرا عليها. ووجدنا تاكسيا أخيرا حملنا إلى منزلها. صرفت التاكسي ورافقتها إلى باب شقتها. انتظرت حتى دخلت وأضاءت النور. ورأيت الصورة الكبيرة المعلقة في الصالة والتي يبدو زوجها فيها بقامته الطويلة. ودعتها وانصرفت. وكان الهواء باردا في الطريق لكنني رغبت في السير. ارتديت معطفي وأحكمت إغلاقه حول عنقي، ووضعت يدي في جيوبي ومشيت. كانت شوارع
مصر الجديدة
هادئة كالعادة، وضجة الاحتفال بالعام الجديد تنبعث من بعض المنازل. مشيت طويلا وأنا أستنشق الهواء النقي، ثم اتجهت إلى المنزل. ووجدت الأنوار كلها مطفأة. فتحت الباب وأضأت النور، وذهبت إلى المطبخ وأضأت نوره، وعدت إلى الصالة فأضأت نورها. كانت زوجة أخي قد أزالت بقايا الطعام والشراب وأعادت شيئا من النظام إلى الأثاث. وكانت غرفة نومها مفتوحة ومظلمة، وكانت غرفة أخي مظلمة أيضا وبابها مغلقا. دخلت غرفتي وأضأت نورها. خلعت ملابسي ثم دخلت الحمام وأشعلت السخان. غسلت قدمي، ولمحت بعض الملابس الملونة في إناء الغسيل البلاستيكي. مددت أصبعي في الماء ورفعت منه قطعة صغيرة من ملابس زوجة أخي الداخلية. تأملتها في الضوء، ثم أعدتها إلى مكانها. وذهبت إلى المطبخ فشربت كوبا من الماء وأطفأت نوره وأغلقت بابه. أطفأت نور الصالة وتوقفت أنصت، كانت هناك همهمة خافتة تنبعث من غرفة أخي. ولجت حجرتي وأطفأت نورها وتمددت فوق الفراش. أشعلت سيجارة، ثم أطفأتها بعد نفسين. التففت جيدا بالأغطية واستدرت على جانبي، ونمت على الفور، ثم وجدتني أحدث
إنصاف
في التليفون وكانت تسألني عن شيء ما حدث في الماضي. انتهى الحديث ودخلت أنام في زنزانة وكان بابها محطما وقضبانه كقضبان الأقفاص. حاولت إصلاحها لأحكم إغلاقها علي خوفا من شخص ما. ونمت واستيقظت فجأة على رائحة أبي. شممتها من رذاذ فمه المتناثر على وجهي مثلما كان يحدث عندما كان يرقيني وأنا صغير؛ فقد كان يقرأ بعض الآيات ويده على رأسي، ثم يتوج ذلك بالبصق في وجهي. ورأيت جسما أسود في فرجة الباب، ثم تبينت عينين مرعبتين. صرخت، وفكرت. إنه ليس كابوسا لأن صوتي كان واضحا وفي الكابوس لا يخرج الصوت مطلقا. وبدأ أبي يرقص في فرجة الباب، ثم اتخذ صورة الشيطان. ظللت أصرخ حتى استيقظت. قمت وأضأت النور، وجلست فوق حافة الفراش وأشعلت سيجارة. وعندما انتهت السيجارة أطفأت النور وعدت إلى النوم .
الفصل الثاني
كان
Bog aan la aqoon